للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (١٥)

قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول في قوله تعالى:

(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا) .

قال: المعنى: أنِّي قد أظهرتُها حينَ أعلمت بكونها، لكنْ قاربتُ أنْ أخفيها بتكذيب المشركِ بها، وغفلة المؤمنِ عنها، فالمشركُ لا يُصدِّقُ كونَها، والمؤمنُ يهملُ الاستعدادَ لها.

* * *

قوله تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (١٧) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (١٨)

وذكر صاحب سيرة الوزير قال: سمعته يقول في قوله تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (١٧) قَالَ هِيَ عَصَايَ) .

قال: في حمل العصا عظة؛ لأنها من شيء قد كان ناميًا فقطع، فكلما رآها حاملها تذكَّر الموتَ.

قال: ومن هذا قيل لابن سيرين - رحمه اللَّه -: رجل رأى في المنام أنه

يضرب بطبل؟

فقال: هذه موعظة، لأن الطبل من خشب قد كان ناميًا فقطع.

ومن أغشية كانت جلود حيوان قد ذبح. وهذا أثر الموعظة.

* * *

قوله تعالى: (قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (٨٤)

قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول: قرأ عندي قارئ،

<<  <  ج: ص:  >  >>