للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصالحةُ، وجاء ملكُ العذابِ، فيقولُ له بعضُ أعمالِهِ: إليك عنه، فلو لم

يكنْ إلا أنا لما وصلتَ إليه.

وعنه أيضًا، قال: إذا وُضِعَ العبدُ الصالحُ في قبره، أُتِي بفراشٍ من

الجنةِ، وقيلَ له: نَمْ هنيئًا لك قُرَّة العينِ، فرضي اللَّه عنك، قالَ: ويُفْسَحُ له في قبره مدَّ بصرِهِ، ويفتحُ له بابٌ إلى الجنةِ، فينظرُ إلى حسنِها، ويجدُ

ريحَها، وتحتوشُه أعمالُهُ الصالحةُ: الصيامُ، والصلاةُ، والبرُّ، فتقول له: نحنُ

أنصبْناكَ وأظمأناك وأسهرْناك فنحنُ لك اليومُ بحيث تحبُّ، نحنُ نؤنسُكَ حتى

تصيرَ إلى منزلِكَ من الجنةِ.

وبإسنادهِ عن كعبٍ، قالَ: إذا وُضِعَ العبدُ العمالحُ في قبر، احتوشتْه

أعمالُهُ الصالحةُ: الصلاةُ والصيامُ والحجُّ والجهادُ والصدقةُ.

قال: وتجيءُ ملائكةُ العذابِ من قبل رجليهِ، فتقولُ الصلاةُ: إليكُم عنه فلا سبيلَ لكُم، فقدْ أطال القيامَ للَّه عزَّ وجلَّ عليهما، قال: فيأتُونَهُ من قبلِ رأسِهِ، فيقولُ الصيامُ: لا سبيلَ لكم عليه، فقد أطال ظمأه للَّه تعالى في الدنيا؟

قال: فيأتونَهُ من قِبلِ جسدِهِ، فيقولُ الحجُّ والجهادُ: إليكم عنه، فقد أنصبَ نفسَهُ، وأتعبَ بدنَه، وحجَّ وجاهدَ للهِ - عزَ وجلَّ - لا سبيلَ لكُم عليه، قال: فيأتُونه من قِبلِ يدَيْه، فتقولُ الصدقةُ: كُفّوا عن صاحِبي، فكمْ من صدقَةٍ خرَجَتْ من هاتَيْنِ اليدينِ حتَى وقعتْ في يدِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ابتغاءَ وجهِهِ، فلا سبيلَ لكم عليه " قال: فيُقالُ له: هنيئًا طبتَ حيًّا وطبت ميتًا.

قال: ويأتيه ملائكةُ الرحمةِ، فتفرشُه فِراشًا من الجنةِ، ودِثارًا من الجنةِ، ويفسحُ له في قبره مدَّ البصرِ، ويؤتَى بقنديلٍ من الجنةِ، فيستضِيءُ بنورِهِ إلى يومِ يبعثُهُ اللَّهُ من قبره.

<<  <  ج: ص:  >  >>