للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعمل بما فيه، فأما إضافته فعل القراءة إليه بقوله: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ (والقارئ لكلامه تعالى على محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو جبريل دونه تعالى فهذه إضافة فعل فعله فى غيره، كما تقول: قتل الأمير اللص وصلبه، وهو لم يل ذلك بنفسه، إنما أمر من فعله. ففيه بيان لما يشكل من كل فعل ينسب إلى الله تعالى، مما لا يليق به فعله من الإتيان، والنزول، والمجئ، أن ذلك الفعل إنما هو منتسب إلى الملك المرسل به، كقوله: (وَجَاء رَبُّكَ) [الفجر: ٢٢] ، والمجئ مستحيل عليه لاستحالة الحركة، وإنما معناه: وجاء أمر ربك ورسول ربك، فكما استحالت عليه الحركة والانتقال، كذلك استحالت عليه القراءة المعلومة منا لأنها محاولة حركة أعضاء وآلات، والله يتعالى عن ذلك، وعن شبه الخليقة فى قول أو عمل. وأما قوله: (أنا مع عبدى ما ذكرنى وتحركت بى شفتاه) فمعناه: أنا مع عبدى زمان لى أى: أنا معه بالحفظ والكلاءة، لا على أنه معه بذاته حيث حلَّ العبد وتقلب، ومعنى قوله: (وتحركت بى شفتاه) : تحركت باسمى وذكره لى وبسائر أسمائه تعالى الدالة عليه، لا أن شفتيه ولسانه تتحرك بذاته تعالى، إذ محال حلوله فى الأماكن، ووجوده فى الأفواه، وتعاقب الحركات عليه.

٤٥ - بَاب قَوْله تَعَالَى: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ (إلى) الْخَبِيرُ) [الملك: ١٣] ) يَتَخَافَتُونَ (: يَتَسَارُّونَ

/ ١٤٣ - فيه: ابْن عَبَّاس، فِى قَوْلِهِ: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>