للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحمل في رفع هذا الحديث: هو على شيخ إسحاق، وهو عبد العزيز بن محمد الدراوردي المتوفى سنة ٢٨٧ (١) لأن هذا الحديث مرفوعاً من رواية الدراوردي هذا عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني المتوفى في بضع وأربعين بعد المائتين من الهجرة (٢) .

والدراوردي وإن كان ثقة فإن أحاديثه عن عبد الله العمري منكرة كما قاله النسائي (٣) .

وقد بيّن الحافظ في (التهذيب (٤) وجه نكارة أحاديث الدراوردي عن عبد الله العمري من أنه يقلب حديث عبد الله العمري المضعف في الحديث (٥) فيرويها عن عبد الله بن عمر العمري الثبت في الحديث.

فظهر من هذا أن الحديث منكر مرفوعاً بهذا الإسناد.

وعليه فإن الصواب هو رواية هذا الحديث موقوفاً من قول ابن عمر رضي الله عنهما نفسه كما رواه جمع من الثقاة على ما قرره الدارقطني (٦) ، وابن حجما ٧) ، وغيرهما والله أعلم.

الترجيح:

يتبين من ذكر الخلاف وأدلته ومناقشة أدلة الخلاف أن أرجح القولين هو: القول بأن الإسلام ليس شرطاً في الإحصان على ما اختاره ابن القيم رحمه الله تعالى


(١) انظر: التقريب ١/٥١٢.
(٢) انظر: التقريب ١/٥٣٧.
(٣) انظر: التقريب ١/٥١٢، والتهذيب ٦/٣٥٤.
(٤) انظر: التهذيب ٦/ ٣٥٤.
(٥) انظر: في ترجمته التقريب ١/٤٣٤ وذكر وفاته سنة ٢٧١ هـ.
(٦) انظر: سنن الدارقطني ٣/١٤٧.
(٧) انظر: الدراية ٢/٩٩، وتلخيص الحبير ٤/٥٤

<<  <   >  >>