للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحديث أنس من هذه الطريق يفسر الرواية المبهمة في حديثه من الطريق الآخر عنه وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه. وأن الحد ليس بمبهم وإنما هو معين.

ولذا قال الحافظ بن حجر بعد سياق هذا اللفظ (١) : (وقد يتمسك به من قال:

إنه إذا جاء تائباً سقط عنه الحد) .

الثاني: أن التوبة قبل القدرة قاومت السيئة فأسقطت الحد.

وهذا الوجه حكاه ابن القيم رحمه الله تعالى في وجه الاستدلال من حديث المغيث الآتي بعده (٢) وفي الواقع أن التوجيه به يشمل الحديثين معاً. وهذا ما فهمه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى حيث ذكر أن ابن القيم رحمه الله تعالى صحح هذا المسلك وقواه بذلك فقال ابن حجر بعد سياقه المسلك المذكور عن ابن القيم (٣) :

(وقواه- أي ابن القيم- بأن الحسنة التي جاء بها من اعترافه طوعاً بخشية الله تعالى وحده تقاوم السيئة التي عملها، لأن حكمة الحدود الردع عن العود، وصنيعه ذلك دال على ارتداعه فناسب رفع الحد عنه لذلك والله أعلم) .

المسلك الرابع:

هذه هي المسالك الثلاثة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى. وهناك مسلك رابع للإمام النووي رحمه الله تعالى (٤) وغيره: وهو: أن الذنب الذي فعله هذا


(١) انظر: فتح الباري ١٢/١٣٤.
(٢) انظر: أعلام الموقعين٣/ ٢٢.
(٣) انظر: فتح الباري ١٢/ ١٣٥.
(٤) انظر: شرح النووي على مسلم ١٧/ ٨١، وفتح الباري ١٢/١٣٤. والنووي هو: محيي الدين ابن شرف بن مري الخزامي المتوفى سنة ٦٧٦ هـ. (انظر: النجوم الزاهرة ٨/٢٧٧) .

<<  <   >  >>