للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى عند كثير من الحيوان كما ذكر البخاري في صحيحه (١) عن عمرو بن ميمون

الأودي (٢) قال (رأيت في الجاهلية قرداً زنى بقردة، فاجتمع القرود عليها

فرجموها حتى ماتت) .

ثم أخبر عن غايته بأنه ساء سبيلاً، فإنه سبيل هلكة وبوار وافتقار في الدنيا،

وعذاب وخزي ونكال في الآخرة ... ) .

٢- الزنى يجمع خلال الشر كلها:

قال رحمه الله تعالى (٣) :

(الزنى يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، فلا تجد زانياً معه ورع، ولا وفاء بعهد ولا صدق في حديث، ولا

محافظة على صديق، ولا غيرة تامة على أهله فالغدر والكذب والخيانة وقلة الحياء،

وعدم الأنفة للحرم، وذهاب الغيرة من القلب من شعبه وموجباته) .

٣- الزنى يفتح على العبد أبواباً من المعاصي:

وفي بيان هذا يقول رحمه تعالى (٤) :

(ومنها أن الزنى يجرئه على قطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وكسب الحرام، وظلم الخلق وإضاعة أهله وعياله، وربما قاده قسراً إلى سفك الدم الحرام، وربما

استعان عليه بالشرك وبالسحر، وهو يدري ولا يدري فهذه المعصية لا تتم إلا

بأنواع من المعاصي قبلها وبعدها، ويتولد عنها أنواع أخر من المعاصي بعدها.

فهي محفوفة بجند من المعاصي قبلها وجند بعدها، وهي أجلب شيء لشر الدنيا


(١) انظر: صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري ٧/١٥٦. وانظر: روضة المحبين ص/٣٥٨.
(٢) هو: عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله الكوفي توفي سنة ٧٤ هـ. (انظر: التقريب ٢/٨٠) .
(٣) انظر: روضة المحبين ص/٣٥٨.
(٤) انظر: روضة المحبين ص/٣٦١

<<  <   >  >>