للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من شره. وقال معاوية رضي الله عنه: «كل إنسان أقدر أن أرضيه إلا حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلا زوالها. وقال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد، غم دائم ونفس متتابع. وقال الشاعر:

إنّ الحسود الظلوم في كرب ... يخاله من يراه مظلوما

من نفس دائم على نفس ... يظهر منه ما كان مكتوما

قال الشيخ الإمام: أنشدني أبو منصور البوشنجي «١» لنفسه في هذا المعنى:

قالوا يقود سعيد ... جيشا لهم يسود

وكيف ذاك وأني ... وهو الحقود الحسود

ولا يسود حسود ... ولا يقود حقود

كان يقال: الحقد داء دوي. ويقال: من كثر حقده، دوي قلبه. ويقال: الحقد مفتاح كل شر. ويقال: حل عقد الحقد، ينتظم لك عقد الود. ويقال: الحقود والحسود لا يسودان.

وقال آخر:

لما عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من غمّ العداوات

ويقال: لا يوجد العجول محمودا، ولا المغضوب مسرورا، ولا الحر حريصا، ولا الكريم حسودا، ولا الشره غنيا، ولا الملول ذا إخوان.

<<  <   >  >>