للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقص علينا إلا أبكانا بوعظه، ولا يقوم من مجلسنا حتى يضحكنا بمزحه. وقال المتنبي:

ولما صار ودّ الناس خبّا ... جزيت على ابتسام بابتسام

وصرت أشكّ فيمن أصطفيه ... لعلمي أنه بعض الأنام

فحبّ العاقلين على التّصافي ... وحبّ الجاهلين على الوسام «١»

[باب ذم المزاح]

قال بعض حكماء العرب: المزاج يذهب المهابة ويورث الضغينة والمهانة. وقال بعضهم: المزاح سباب النّوكى. وقال بعضهم:

المزاح هو السّباب الأصغر. وقال آخر: المزاح يجلب الشرّ صغيره، والحرب كبيره. وقال آخر: لو كان المزاح فحلا لم ينتج إلّا شرا.

ويقال: المزاح أوله فرح وآخره ترح، وخير المزاح لا ينال، وشره لا يقال، وقل مزاح لم يحدث شرا أو ضغينة.

وقال ابن المعتز: المزاح يأكل الهيبة، كما تأكل النار الحطب.

وقال أيضا: من كثر مزاحه لم يزل في استخفاف به وحقد عليه «٢» .

وقال أيضا: رب مزح في عوده جد «٣» . وقال أبو نواس:

قد صار في الناس جدا ما مزحت به ... كم مازح صار بين الناس مذموما

<<  <   >  >>