للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يرى صاحبه إلا مسرورا أبدا نشطا قبل الشرب وبعده.

ومن قلائد المتنبي قوله:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم «١»

قال أبو الفتح بن جني هذا كقولهم: ما سرّ عاقل قط. ولما عزل عمر بن الخطاب زيادا عن عمل كان يتولاه له، قال له زياد: يا أمير المؤمنين أمن عجز أو خيانة؟ فقال: لا من أحدهما، ولكني كرهت أن أحمل على الناس فضل عقلك. وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: لو كان للناس كلهم عقول لخربت الدنيا. وقال آخر: لولا الحمقى لبطل العالم. وقال بعضهم: لو كان الناس كلهم عقلاء ما أكلنا رطبا ولا شربنا عذبا، يعني أن العقلاء لا يقدمون على صعود النخيل لاجتناء الرطب، ولا حفر الآبار لاستنباط الماء البارد العذب وينشد:

لما رأيت الدهر دهر الجاهل ... ولم أر المغبون غير العاقل

شربت خمرا من خمور بابل ... فصرت من عقلي على مراحل

<<  <   >  >>