للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد قلت لما مر يخطر مائساً ... والردف يجذب خصره من خلفه

يا من يسلم خصره من ردفه ... سلم فؤاد محبه من طرفه

فقلت في هذا المعنى وعلى هذا الوزن:

وحياة من جرح الفؤاد بطرفه ... لأحبرن قصائدي في وصفه

قمرٌ به قمر السماء متيمٌ ... كالغصن يعجب نصفه من نصفه

إني عجبت لخصره من ضعفه ... ماذا تحمل من ثقالة ردفه

هذا وما أدري بأيّة فتنةٍ ... جرح الفؤاد بلطفه أم ظرفه

أم بالدلال أم الجمال أم الضيا ... من وجهه أم بالقفا من خلفه

وأنشد أبو الحسين بن فهم لأبي نواس:

كفاك ما مر على راسي ... من شادن قطع أنفاسي

أكثر ما أبلغ في وصفه ... تحيري من قلبه القاسي

أغار أن أنعت منه الذي ... ينعته الناس من الناس

ولم أر العشاق قبلي رأوا ... بوصف من يهوون من باس

كل أحاديثي نعتٌ له ... منكشفٌ مني لجلاسي

فقلت في المعنى، وهذا الروي، والوزن:

لو عشر ما مر على راسي ... مر بصلد حجرٍ قاسي

لا نصدعت فيه صدوع كما ... صدع قلبي طول وسواسي

يا غصن آس ومحالٌ إذا ... قصرت تشبيهك بالآس

ماذا على طرفك لو أنه ... أعار لحظاً منه قرطاسي

ليتك عللت بمطل ولم ... تقطع رجائي منك بالياس

وقال آخر:

وزائرةٍ يحتثها الشوق طارقه ... أتتنا من الفردوس لا شك آبقه

إذا ما تثنت قال للريح قدها ... كذا حركي الأغصان إن كنت صادقه

<<  <   >  >>