للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو إسماعيل رحمه الله تعالى:

ملك القناعة لا يخشى عليه ولا ... يحتاج فيه إلى الأنصار والخول

ترجو البقاء بدار لا ثبات لها ... وهل سمعت بظلّ غير منتقل؟ «١»

محمد بن سوقة: مثل الدنيا والآخرة ككفّتي الميزان، بقدر ما تترجّح إحداهما تخفّ الأخرى. قيل: مثل الدنيا والآخرة كرجل له امرأتان، فإن أرضى إحداهما أسخط الأخرى. قيل:

عتبت على الدنيا بتقديم جاهل ... وتأخير ذي لبّ فأبدت لي العذرا

بنو الجهل أبنائي، وأمّا بنو النّهى ... فإنهم أبناء ضرّتي الأخرى

اجتمعت عند رابعة رحمها الله تعالى جماعة من الفقهاء والزهّاد، فذمّوا الدنيا وهي ساكتة. فلمّا فرغوا قالت: من أحبّ شيئا أكثر من ذكره إمّا بمدح أو بذمّ، فإن كانت الدنيا في قلوبكم لا شيء فلم تذكرون لا شيء. الفضيل: جمع الخير كلّه في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا، وجمع الشرّ كله في بيت وجعل مفتاحه حبّ الدنيا.

قيل لعابد: لم تركت الدنيا؟ فقال: لأني أمنع من صافيها فأمتنع من كدرها. وقيل لآخر: خذ حظّك من الدنيا، فإنك فان عنها. فقال: الآن وجب أن لا آخذ حظّي منها. بعض الزهّاد:

رضيت من الدنيا بلقمة يابس ... ولبس عباء لا أريد سواهما

لأني رأيت الدهر ليس بدائم ... ودهري وعمري فانيان كلاهما

<<  <   >  >>