للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجدال: طلب فتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج، وطريق الحجاج: بناء الأمر على حجة أو شبهة، فالذي يجادل في دفع الحق مذموم.

السلطان - هاهنا - الحجة التي يتسلط بها على إنكار المذهب الفاسد؛ فللعالم سلطان على الجاهل بالحجة التي معه، والذي يجادل في آيات الله لينبتها وينفى الشبهة عنها محمود، والذي يجادل في دفعها مدموم.

الصدر: موضع القلب؛ ولهذا يقال للموضع الشريف من المجلس: صدر.

معنى {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} [٥٦] أي: ما هم ببالغي مقتضاه منتهاه؛ لأن الكفر بما يعلمه صاحبه يقتضي به أن يعظم في صدورهم مقتضى كبرهم.

كبر خلق السموات والأرض - الذي هو أكبر من خلق الناس - كبر الشأن وكبر الأجرام، وذلك أن خلقهما على ما هما عليه من الثقل مع وقوف الأرض والسماء من غير عمد، وجريان الأفلاك والكواكب من غير سبب أعظم في النفس، وأهول في الصدور من خلق الناس وإن كان عظيما بالحياة والحواس المهيأة للإدراك، إلا أن السموات والأرض أمرهما أكبر شأنا من هذه الجهة.

وقيل: {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ} [٥٦] إلا عظمة، ما هم ببالغي تلك العظمة؛ لأن الله - عز وجل - مذلهم. عن مجاهد.

وقيل: ذلك الكبر هو الحسد على النبوة التي اكرمه الله بها، ما هم ببالغيه؛ لأن الله يرفع به من يشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>