للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ ابن كثير في رواية ابن أبي بزّة {عَنْهو تَّلهَّى}

بإدغام [الواو وهي صلةٌ لهاءِ الكناية في التاءِ مع تشديدِها] (١) .

وقرأ الباقون بالتخفيف.

التّذكرة: حضور الموعظة باجتلاب الفكرة على ما يدعو إليه من

الصّلاح وتزجر عنه من الفساد.

والفرق بين التّذكرة والمعرفة أنّ التذكرة ضد

الغفلة وهو طريق إلى العلم بالحق غيره من الباطل، والصحيح من الفاسد.

ويضادها الغفلة، والمعرفة تضاد الجهالة والشك فكلاهما متعاقبان على حال الذكر دون السهو.

المكرّم: المعظّم بماله من الجلالة على حسب منزلته في شدة الحاجة.

وصفت الصحف بأنها مكرّمة لعظمها بما تضمنت من الحكمة.

السّفرة: الكتبة لأسفار الحكمة، واحدهم سافر كقولك: كاتب وكَتَبَة، وأصله الكشف عن الأمر.

وقيل: كلا إن السورة تذكرة فمن شاء ذكره التنزيل.

وقيل: كلا: أي: ليس الأمر ينبغي أن يكون على هذا.

وقيل: السفرة هم الملائكة. عن ابن عباس.

والقراء. عن قتادة.

وقيل: الملائكة الذين يسفرون بالوحي بين الله ورسله، وسفير القوم الذي

يسفر بينهم في الصلح، وسفرت بين القوم إذا أصلحت بينهم.

وقيل: قد دلّ


(١) ما بين المعقوفتين زيادة بالمعنى من الدر المصون.
والعبارة في النص المحقق هكذا "إدغام التاء في اللام" والصواب ما أثبتناه.
قال العلامة السمين - رحمه الله - ما نصه:
قوله: {تلهى} : أًصلُه تَتَلَهَّى مِنْ لَهِيَ يَلْهى بكذا، أي: اشتغل، وليس هو من اللهوِ في شيءٍ. وقال الشيخ: «ويمكنُ أن يكونَ منه؛ لأنَّ ما يُبْنى على فَعِل من ذواتِ الواو تَنْقَلِبُ واوه ياءً لانكسارِ ما قبلَها نحو: شَقِي يَشْقى. فإن كان مصدرُه جاء بالياءِ فيكونُ مِنْ مادةٍ غيرِ مادةِ اللهو» . قلت: الناسُ إنما لم يَجْعلوه من اللهو لأَجْلِ أنه مُسْنَدٌ إلى ضمير النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا يَليق بمَنْصِبه الكريم أَنْ يَنْسُبَ اللَّهُ تعالى إليه التفعُّلَ من اللهو بخِلاف الاشتغال، فإنه يجوزُ أَنْ يَصْدُرَ منه في بعض الأحيان، ولا ينبغي أَنْ يُعْتَقَدَ غيرُ هذا، وإنما سَقَط الشيخ.
وقرأ ابن كثير في روايةِ البزِّي عنه «عَنْهو تَّلهَّى» بواوٍ هي صلةٌ لهاءِ الكناية وتشديدِ التاءِ، والأصل تَتَلَهَّى فأدغم، وجاز الجَمْعُ بين ساكنَيْن لوجود حرفِ علةٍ وإدغامٍ، وليس لهذه الآيةِ نظيرٌ: وهو أنه إذا لقي صلةَ هاءِ الكناية ساكنٌ آخرُ ثَبَتَتِ الصلةُ بل يجبُ الحَذْفُ. وقرأ أبو جعفر «تُلَهَّى» بضم التاء مبنياً للمفعولِ، أي: يُلْهِيْكَ شأنُ الصَّناديد. وقرأ طلحة «تَتَلَهَّى» بتاءَيْن وهي الأصلُ، وعنه بتاءٍ واحدةٍ وسكونِ اللام. ا. هـ {الدر الدر المصون} .

<<  <  ج: ص:  >  >>