للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهُوَ مُضِرٌّ بِالْجُلُودِ مُهْلِكٌ لَهَا وَعَلَامَةُ غِشِّ يُوَهِّنُونَ أَنَّ جُلُودَهُ تَسْوَدُّ مِنْ الشَّمْسِ، وَدِبَاغُ الصَّيْفِ خَيْرٌ مِنْ الشِّتَاءِ وَالْعَفَصُ فِيهِ عَيْبٌ وَكَذَلِكَ الْقَرَظُ الْمِصْرِيُّ، وَالْحَوْضُ إذَا قُدِّمَ فِيهِ مِائَتَا جِلْدٍ لَمْ يَخْدُمْ فِيهِ أَقَلُّ مِنْ رَجُلَيْنِ وَأَمَّا جُلُودُ الْبَقَرِ فَيُمْنَعُوا أَنْ يَخْلِطُوا الْمَيْتَةَ بِالْمَدْبُوغَةِ.

[فَصَلِّ مَا يُؤْخَذ عَلَى البططيين]

(فَصْلٌ) : وَأَمَّا البططيين فَيُؤْخَذُ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَعْمَلُوا إلَّا جُلُودَ الْمُذَكَّى وَأَنَّهُمْ لَا يَعْمَلُوا مِنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ شَيْئًا وَلَا يَأْمُرُوا مَنْ يَعْمَلُهَا لَهُمْ إلَّا عَلَى الْوُجُوهِ وَالْأَسْبَابِ كُلِّهَا وَيَكْبِسُ دَكَاكِينَهُمْ وَيَبْحَثُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ عَلَامَةَ مَا يُعْمَلُ مِنْ جُلُودِ الذَّبِيحَةِ الصَّفَاءُ وَالصُّفْرَةُ وَمَا عُمِلَ مِنْ الْمَيْتَةِ فَيَمِيلُ لَوْنُهُ إلَى السَّوَادِ وَيَعْتَبِرُ الرَّائِحَةَ وَخُشُونَةَ الْمَلْمَسِ وَلَا بُدَّ أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِ الْيَسِيرُ مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ لِأَنَّ الصَّانِعَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَتَقَصَّى شَعْرَ الْمَيْتَةِ بِالشَّفْرَةِ وَقْتَ الْعَمَلِ وَمَا عُمِلَ مِنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ أَيْضًا يَتَفَلَّحُ عِنْدَ جَفَافِهِ، وَيَأْخُذُ عَلَيْهِمْ أَلَّا يَعْمَلُوا الْبِطَطَ الْكِبَارَ إلَّا ثَلَاثَ طَاقَاتٍ وَالْبَطَّةَ الْمُتَوَسِّطَةَ طَاقَيْنِ وَالْكُوزَ الصَّغِيرَ طَاقًا وَاحِدًا غَلِيظًا صَحِيحًا سَالِمًا مِنْ الرُّقَعِ فَمَنْ خَالَفَ ذَلِكَ أُدِّبَ وَعُزِّرَ عَلَى ذَلِكَ.

<<  <   >  >>