للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحركات وَالْوَقْف وتشبيها بصه ومه وبخ وَحي هَل بِسُكُون الْهَاء وَفتح اللَّام لِكَثْرَة الحركات أَيْضا وَحي هَل بسكونهما جَمِيعًا مثل بخ بخ وتشبيها بهَا وَحي هلك وَأما قَوْله فِي رِوَايَة كَافَّة الروَاة عَن الْفربرِي فِي آخر كتاب الْأَشْرِبَة حَيّ على أهل الْوضُوء وَسقط أهل عِنْد النَّسَفِيّ قَالَ بَعضهم سُقُوطه الْوَجْه كَمَا جَاءَ فِي الْأَبْوَاب الآخر حَيّ على الطّهُور أَو لَعَلَّه حَيّ هَل فاختلط اللَّفْظ بحي على

قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَعِنْدِي أَن لَهُ وَجها بَينا أَن يكون قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك لمن دَعَاهُ لينادي أهل الْوضُوء أَي هَلُمَّ وَأَقْبل على أهل الْوضُوء فادعهم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لجَابِر نَاد من كَانَت لَهُ حَاجَة بِنَا وَقد يكون لَهُ أَيْضا وَجه آخر وَهُوَ أَن يكون أهل الْوضُوء مَنْصُوبًا بالنداء كَأَنَّهُ قَالَ حَيّ على الْوضُوء يَا أهل الْوضُوء وَفِي غَزْوَة الخَنْدَق أَن جَابِرا صنع لكم سورا فحيى هلا بكم على مَا تقدم عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَعند النَّسَفِيّ وَأبي الْهَيْثَم وعبدوس فحيى أَهلا بكم وَالْوَجْه الأول لَكِن يخرج هُنَا أَهلا على معنى قَوْلهم مرْحَبًا وَأهلا أَي صادفتم ذَلِك ووجدتموه وَقَوله سيد الْحَيّ وحيى من أَحيَاء الْعَرَب وَسمعت الْحَيّ يتحدثون وثار الْحَيَّانِ هُوَ منَازِل قبائلها وَتسَمى الْقَبِيلَة بِهِ وَقَوله أما أَحدهمَا فاستحيا فاستحيا الله مِنْهُ أَي أثابه عَلَيْهِ فَسُمي جزاءه بِهِ.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

فِي حَدِيث أبي لَهب وَقد أخبر عَن حَاله أَنه بشر حيبه بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون يَاء الْعلَّة بعْدهَا وَنصب الْبَاء بِوَاحِدَة كَذَا رَوَاهُ الْمُسْتَمْلِي والحموي وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ سوء الْحَال وَيُقَال فِيهِ الحوبة أَيْضا بِفَتْح الْحَاء وَجَاء فِي رِوَايَة الكافة بخيبة بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَهُوَ تَصْحِيف

فِي اسْم فرس الْملك فِي حَدِيث بدر حيزوم بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا وزاي وَآخره مِيم كَذَا لكافتهم وَهُوَ الْمَشْهُور وَرَوَاهُ العذري حيزون بالنُّون قَوْله فِي الْخَوَارِج يخرجُون على حِين فرقة كَذَا لجمهور الروَاة بِالْحَاء لمهملة وَآخره نون وَضم الْفَاء وَعند السَّمرقَنْدِي والجرجاني خير فرقه بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَآخره رَاء وَكسر الْفَاء وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي الرِّوَايَة وَالْمعْنَى لأَنهم خَرجُوا حِين افْتِرَاق النَّاس بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة وَحرب صفّين وعَلى خير فرقة من النَّاس أما أَن يُرِيد الصَّدْر الأول من الصَّحَابَة الَّذين خَرجُوا فِي زمانهم وَعَلَيْهِم أَو يُرِيد فرقة عَليّ رَضِي الله عَنهُ لأَنهم على أمامته خَرجُوا وَهُوَ الَّذِي قَاتلهم ويرجح هَذِه الرِّوَايَة قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تقتلهم أدنى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحق قَوْله فحانت مني لفتة أَي وَقعت مني نظرة والتفاتة وَاتفقَ حينها والحين الْوَقْت كَمَا تقدم وَكَانَ عِنْد القَاضِي الشَّهِيد للعذري حَالَتْ بِاللَّامِ وهما بِمَعْنى الْحِين وَالْوَقْت أَي اتّفقت وَكَانَت

ذكر البُخَارِيّ فِي كتاب الهبات فِي خبر أم أَيمن الِاخْتِلَاف فِي قَوْله وَأعْطِي أم أَيمن مكانهن من حَائِطه وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من خالصه وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَي مِمَّا صَار لَهُ خَالِصا مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ

وَتقدم مي حرف الْجِيم قَوْله تقطعت بِي الحبال وَالْخلاف فِيهِ وَفِي بَاب تفاضل أهل الْإِيمَان فيلقون فِي نهر الْحَيَاة أَو الْحيَاء شكّ ملك كَذَا ذكره البُخَارِيّ وبمد الأول فِي كتاب الْأصيلِيّ وَلغيره بِالْقصرِ وَلَا وَجه لَهُ هُنَا ذكره وهم لَا بقصر وَلَا بِمد لكنه قد يخرج لرِوَايَة الْقصر وَجه فالحيا بِالْقصرِ كل مَا يحيى النَّاس بِهِ والحيا الْمَطَر والحيا الخصب فَلَعَلَّ هَذِه الْعين سميت بذلك لخصب أجسام من اغْتسل بهَا مِنْهُم كَمَا فسره فِي الحَدِيث أَو لأَنهم يحيون بعد غسلهم مِنْهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>