للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسم فَاعله مقلوب من أريت فأخرت الْهمزَة أَي أظهر إِلَيْهِ وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى ظَنَنْت وَهَذِه الْأَلْفَاظ يتَكَرَّر مثلهَا فِي الحَدِيث فَمَتَى جَاءَ بِمَعْنى نظر الْعين كَانَ أرى وَرَأَيْت بِالْفَتْح وَمَتى كَانَ بِمَعْنى الظَّن والحسبان كَانَ أرى وأريت بِالضَّمِّ إِلَّا أَن يَأْتِي على مَا لم يسم فَاعله فَيَأْتِي لَهما جَمِيعًا وَقَوله أَن أهل الْجنَّة ليتراءون أهل عليين أَي ينظرُونَ إِلَيْهِم ويتعاطون رُؤْيَتهمْ وَمِنْه قَوْله تراءينا الْهلَال أَي تعاطينا رُؤْيَته وتكلفناها قَوْله أَرِنِي إزَارِي فِي بَاب فضل مَكَّة قيل مَعْنَاهُ أعطنيه وَتقدم فِي الْهمزَة قَوْله أرن أَو أعجل فِي الذَّبَائِح وَالْخلاف فِيهِ وَتَفْسِيره وَقَوله فِي الرمل فِي الْحَج إِنَّمَا كُنَّا رَأينَا بِهِ الْمُشْركين فاعلنا من الرُّؤْيَة أَي أريناهم بذلك أَنا أشداء قَوْله ألم ترى إِلَى قَوْمك مَعْنَاهُ ألم ينْتَه علمك وَلم تعرفي وَذكر الرُّؤْيَا من النّوم مَقْصُورَة مَضْمُومَة وتكتب بِالْألف لأجل الْيَاء قبلهَا وَمن الْبَصَر رُؤْيَة بِالتَّاءِ ورؤيا بِالضَّمِّ فيهمَا ورأيا بِفَتْح الرَّاء منون وَمن الرَّأْي رَأيا مثله وَالْفِعْل من جَمِيعهَا رأى إِلَّا أَن فِي رُؤْيَة الْبَصَر لغتين رءا وَرَاء من المقلوب وَقَوله أرى رؤياكم قد تواطأت كَذَا جَاءَ على الْإِفْرَاد وَالْمرَاد بِهِ رؤاكم لِأَنَّهَا لم تكن رُؤْيا وَاحِدَة وَلكنه أَرَادَ الْجِنْس قَوْله إِذا أَمرتكُم بِشَيْء من رَأْيِي فَإِنَّمَا أَنا بشر يُرِيد فِي أَمر الدُّنْيَا لِأَن الحَدِيث فِي أبار النّخل وَقَوله أروني عبيرا أَي إيتوني بِهِ قَوْله إِنِّي لأَرَاكُمْ من وَرَاء ظَهْري فِيهِ تَأْوِيلَانِ أَنه من رُؤْيَة الْعين وَقيل من رُؤْيَة الْقلب وَقَوله أَرَانِي اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة بِفَتْح الْهمزَة من رُؤْيَة الْعين قَوْله أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

قَوْله فِي الْمُتْعَة ارتأى كل امْرِئ مَا شَاءَ أَن يرتئي افتعل يفتعل من الرَّأْي مثل اعْتدى ويعتدي وَعند العذري فِي الثَّانِي يرتئي مثل يخْشَى وَلَيْسَ بِشَيْء فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الْوضُوء رءاني أتسوك بسواك كَذَا للمستملي وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للكلافة أَرَانِي بِهَمْزَة مُقَدّمَة مَفْتُوحَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا أخبر عَمَّا رءاه فِي النّوم

فِي بَاب جَامع الْحَج مَا رأى الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر كَذَا لشيوخنا بِالْفَتْح فعل مَاض وَرَوَاهُ بَعضهم رأى على مَا لم يسم فَاعله بِتَقْدِيم الرَّاء مَضْمُومَة وَرَوَاهُ بَعضهم بِكَسْرِهَا كَذَلِك وَعند بَعضهم أرى بِتَقْدِيم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله يُقَال رأى وَأرى

فِي بَاب دفع السِّوَاك إِلَى الْأَكْبَر أَرَانِي أتسوك بسواك كَذَا لجمهورهم وَهُوَ الصَّوَاب وللمستملي رَآنِي وَلَا وَجه لَهُ

فِي الحلاق فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى وَقَالَ بِيَدِهِ عَن رَأسه ويروى على رَأسه فحلق شقَّه الْأَيْمن كَذَا لجميعهم إِلَّا العذرى فَعنده عَن يسَاره وَالْأول أظهر لَا سِيمَا على قَول من قَالَ رَأسه وَقد يتَخَرَّج للثَّانِي وَجه أَي جعل يَده على يسَار رَأسه لَيْلًا يبْدَأ الحالق بِهِ وَقَالَ هُنَا بِمَعْنى جعل وَأَشَارَ

فِي حَدِيث الْحَوْض قَالَ الْمسور وَترى فِيهِ الْآنِية مثل الْكَوَاكِب كَذَا روينَاهُ بِضَم التَّاء من ترى بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَرَوَاهُ بَعضهم يرى بِفَتْح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكسر الرَّاء وَصَوَّبَهُ بَعضهم وَقَالَ مَعْنَاهُ تضئ وتشرق من قَوْلهم وَرَأى الزند إِذا أخرج النَّار وَهَذَا بعيد إِنَّمَا أَرَادَ الْعدَد وَأَنَّهَا ترى فِي الْكَثْرَة ككثرة النُّجُوم كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر

فِي حَدِيث ابْن معَاذ فِي الَّذِي أوصى أَهله أَن يحرقوه أَن رجلا رَأسه الله مَا لَا كَذَا للفارسي مَهْمُوز بسين مُهْملَة وَعند العذري والسجزي راشه غير مَهْمُوز وشين مُعْجمَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول تَصْحِيف لَا وَجه لَهُ هُنَا وَمَعْنَاهُ فِي غَيره ضرب

<<  <  ج: ص:  >  >>