للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْه الضراعة والتضرع وَهُوَ شدَّة الْفَاقَة وَالْحَاجة إِلَى من احتجت إِلَيْهِ

وَقَوله أَنا أهل ضرع

وَمَا لَهُم ضرع يَعْنِي مَاشِيَة وَمن الْعَرَب من يَجْعَل الضَّرع لكل أُنْثَى وَمِنْهُم من يخص الضَّرع بِالشَّاة وَالْبَقَرَة وَالْخلف للناقة والثدي للْمَرْأَة وَمِنْهُم من يَخُصُّهُ بِالشَّاة والناقة وَقَوله يضارع الرِّبَا أَي يشابهه

(ض رى) قَوْله والضواري فِي تَرْجَمَة الْمُوَطَّأ يَعْنِي الْمَوَاشِي الضارية لرعي زروع النَّاس أَي الْمُعْتَادَة لَهُ وَقَوله فِي اللَّحْم لَهُ ضراوة كضراوة الْخمر بِفَتْح الضَّاد أَي عَادَة وَالْكَلب الضاري وَإِلَّا كَلْبا ضاريا هُوَ الْمُعْتَاد بالصيد والإناء الضاري هُوَ الْمُعْتَاد بِالْخمرِ.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

قَوْله فِي حَدِيث الْمَرْأَة والمزادتين فَكَادَتْ تنضرج آخِره جِيم كَذَا ذكره مُسلم وَبَعْضهمْ يَقُول تنضرح وَاخْتلف فِيهِ شُيُوخ البُخَارِيّ فَعِنْدَ الْأصيلِيّ تنضر برَاء مُشَدّدَة كَأَنَّهُ من الضّر وَعند الْقَابِسِيّ نَحوه وَفِي تَعْلِيق عَنهُ مَعْنَاهُ تَنْشَق من صير الْبَاب وَهَذَا بدل أَنه عِنْده بصاد مُهْملَة وَعند ابْن السكن تنضر بِفَتْح النُّون وَتَشْديد الضَّاد الْمُعْجَمَة وَعند بَعضهم بِظَاء وَكله تَصْحِيف وَالَّذِي حكم بِهِ غير وَاحِد مِمَّن لقيناه من المتقنين وَغَيرهم أَن الصَّوَاب من ذَلِك مَا عِنْد مُسلم أَي تَنْشَق

وَقَوله إِلَّا كَلْبا ضاريا كَذَا رِوَايَة الْأَكْثَر وَالْمَعْرُوف فِي حَدِيث يحيى بن يحيى وَغَيره فِي مُسلم إِلَّا كلب ضارية وَفِي الحَدِيث الآخر إِلَّا كلب مَاشِيَة أَو ضارية وَعند بَعضهم أَو ضار وَكَذَا للعذري وَالْأول الْمَعْرُوف وَوجه الْكَلَام وَيخرج الثَّانِي على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه كَمَاء الْبَارِد أَو يرجع ضار وضارية إِلَى صَاحب الصَّيْد أَي كلب صَاحب كلاب ضارية

وَقَول مُسلم وإضرابهم من حمال الْآثَار كَذَا فِي النّسخ قيل وَوجه الْكَلَام وضربائهم أَي أجناسهم وأمثالهم لِأَن فعلا لَا يجمع على أَفعَال إِلَّا فِي أحرف نادرة سَمِعت

وَقَوله مَالك الْقَضَاء فِي الضواري والحريسة كَذَا لكافة الروَاة وَفِي بعض النّسخ الضوال والحريسة وَالْأول الصَّوَاب وَعَلِيهِ يدل مَا فِي الْبَاب

الضَّاد مَعَ الطَّاء

قَوْله الاضطباع هُوَ التحاف مَخْصُوص وَهُوَ أَن يدْخل رِدَاءَهُ من تَحت يَده الْيُمْنَى فيلقيه على مَنْكِبه الْأَيْسَر وَقَوله جنتان من حَدِيد قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى تراقيهما أَي ضمت وَأَصله وَالله أعلم اضترت افتعلت من الضّر والضرورة فأبدلت التَّاء طاء لأجل الضَّاد قَالَ بَعضهم وَوجه الْكَلَام قد اضطرتا أَو قد اضطرت بِضَم الطَّاء

قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يُنكر صِحَة معنى الرِّوَايَة أَي قد اضطرت كل جنَّة أَو قد اضطرت حالتهما تِلْكَ أَو لبستهماوشبهه

الضَّاد مَعَ اللَّام

(ض ل ل) قَوْله لَا ترجعوا بعدِي ضلالا من الضلال أَي حائدين عَن طَرِيق الْحق من ضل عَن الطَّرِيق يضل ويضل والضلال أَيْضا النسْيَان وَقَوله ضل عَمَلي أَي حاد عَن الْحق وَقَوله أضللت بَعِيرًا وأضل رَاحِلَته أَي ذهب عني وَلم أَجِدهُ وضالة الْإِبِل وضوال الْإِبِل وضالة المومن حرق النَّار هُوَ مَا ضل مِنْهَا وَلم يعرف مَالِكه نهى عَن التقاطها وَهُوَ من ضل الشَّيْء إِذا ضَاعَ أَو ذهب عَن الْقَصْد قَالَ أَبُو زيد ضللت الدَّابَّة وَالصَّبِيّ وكل مَا ذهب عَنْك بِوَجْه من الْوُجُوه وَإِذا كَانَ مُقيما فأخطأته فَهُوَ وبمنزلة مَا لم يبرح نَحْو الدَّار وَالطَّرِيق تَقول قد ضللته ضَلَالَة وَقَالَ الْأَصْمَعِي ضللت الدَّار وَالطَّرِيق وكل ثَابت لَا يبرح بِفَتْح اللَّام وضلني فلَان فَلم أقدر عَلَيْهِ وأضللت الدَّرَاهِم وكل شَيْء لَيْسَ بِثَابِت وَقد تقدم فِي حرف الْهمزَة وَالنُّون وَفِي حرف الظَّاء حَتَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>