للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْوَادي الْمُقَدّس طوى وَبَيت الْمُقَدّس سمي بذلك لِأَنَّهُ الْمَكَان الَّذِي يتَطَهَّر بِهِ من الذُّنُوب وَمِنْه قَوْله أَن الأَرْض لَا تقدس أحدا إِنَّمَا يقدس الْإِنْسَان عمله أَي يُزَكِّيه ويطهره

(ق د ي) قَوْله مَا اقتديت بِهِ من صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي اتبعت وَفعلت مثل فعله يُقَال هَذَا لي قدوة وقدوة بِضَم الْقَاف وَكسرهَا وقدة مخففا.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

قَوْله اختتن إِبْرَاهِيم بالقدوم بِالْفَتْح وَتَخْفِيف الدَّال قيل هِيَ قَرْيَة بِالشَّام وَقيل هِيَ آلَة النجار الْمَعْرُوفَة وَهِي مُخَفّفَة لَا غير وَحكى الْبَاجِيّ فِي هَذَا الحَدِيث التَّشْدِيد وَقَالَ هُوَ مَوضِع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة قدوم ثنية بالسراة وَضَبطه الْأصيلِيّ والقابسي فِي حَدِيث قُتَيْبَة هُنَا بِالتَّشْدِيدِ قَالَ الْأصيلِيّ وَكَذَا قَرَأَهَا علينا أَبُو زيد الْمروزِي وَأنكر يَعْقُوب بن شيبَة فِيهِ التَّشْدِيد وَحكى البُخَارِيّ عَن شُعَيْب فِيهِ التَّخْفِيف وَأما الحَدِيث الآخر فِي الذَّكَاة فذكه بقدوم فمخففة لَا غير آلَة النجار وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الْخضر فَنزع لوحا بالقدوم كَذَلِك وَأما الحَدِيث الآخرحتى إِذا كَانُوا بِطرف الْقدوم فَاخْتلف فِيهِ وَهُوَ مَوضِع وروى بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا وبالتخفيف وَالتَّشْدِيد وَالْفَتْح وَالتَّشْدِيد أَكثر وسنذكره مُبينًا فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع آخر الْحَرْف وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة تدلي علينا من قدوم ضان هُوَ مخفف اسْم مَوضِع صَوَابه الْفَتْح وَهُوَ أَكثر الرِّوَايَات وَقد ضمه بَعضهم وسنزيده بَيَانا فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع بعد هَذَا وَتَأَول بَعضهم ضان أَي الْمُتَقَدّم مِنْهَا وَهِي رؤوسها وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الضَّاد وَهُوَ وهم وخطا بَين وَقَوله فِي فَضَائِل أبي طَلْحَة وَكَانَ رجلا راميا شَدِيد الْقد تكسر يَوْمئِذٍ قوسين أَو ثَلَاثَة كَذَا لكافتهم وَعند بَعضهم شَدِيد الْقد بِكَسْر الْقَاف يكسر بِفَتْح الْيَاء كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى شدَّة وتر الْقوس إِن صحت هَذِه الرِّوَايَة وَقد فسرناها وَالِاخْتِلَاف فِيهَا وَالصَّوَاب من ذَلِك فِي حرف الْكَاف وَفِي حَدِيث معَاذ أَنَّك تقدم على قوم كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند ابْن ماهان تقوم وَهِي تَغْيِير وَوهم وَإِن صَحَّ فَمَعْنَاه تليهم وَتقوم على أُمُورهم وَهُوَ كَانَ الْوَالِي وَلَكِن اللَّفْظ الأول هُوَ الْمَعْرُوف وَفِي حَدِيث جَابر فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى فَجعل بعد ذَلِك يتَقَدَّم النَّاس وَعند العذري يقدم وَقَوله إِن كَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يتَقَدَّر فِي مَرضه أَيْن انا كَذَا رِوَايَة الْجَمِيع بِالْقَافِ أَي يقدر ايام نِسَائِهِ وَعند بَعضهم يتَعَذَّر قيل مَعْنَاهُ يتمنع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَكَذَلِكَ تقدم هُنَاكَ الْخلاف فِي قَوْله وَمَا الله أعلم بِقدر ذَلِك وبعذر ذَلِك وَقَوله أقدم حيزوم كَذَا ضبطناه عَن أبي بَحر فِي كتاب مُسلم وَفِي السّير بِضَم الدَّال من التَّقَدُّم يُقَال قدم الْقَوْم بِالْفَتْح فِي الْمَاضِي إِذا تقدمهم وضبطناه عَن القَاضِي التَّمِيمِي فيهمَا أقدم وَكَذَا قَيده عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَكَذَا قيدته أَنا عَن ابْنه أبي الْحُسَيْن شَيخنَا أقدم وَكَذَا حَكَاهُ ابْن دُرَيْد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الدَّال أَمر من الْأَقْدَام قَالَ ابْن دُرَيْد وَجَاء فِي الْخَبَر أقدم حيزوم بِكَسْر الْهمزَة يُرِيد وَفتح الدَّال وَالْوَجْه مَا أَنْبَأتك بِهِ وَقَالَ ثَابت أقدم بِكَسْر الدَّال تقدم فِي الْحَرْب وَأنْشد

(واقدم إِذا مَا أعين الْقَوْم تزرق) نَحْو قَول ابْن دُرَيْد وَفِي حَدِيث الْكُسُوف حِين رَأَيْتُمُونِي جعلت اقدم كَذَا ضبطناه فِي كتاب مُسلم بِضَم الْهمزَة وَفتح الْقَاف قَالَ مُسلم وَقَالَ الْمرَادِي أتقدم وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَهَذَا الْوَجْه وَلَعَلَّ الأول أقدم رجْلي فحذفها وَقيل مَعْنَاهُ جعلت أقدم أَي شرعت أتقدم وَضَبطه بَعضهم أقدم بِضَم الدَّال بِمَعْنى أتقدم أَيْضا وَفِي فضل عُثْمَان والقدم فِي الْإِسْلَام كَذَا ضَبطه الْقَابِسِيّ بِفَتْح الْقَاف

<<  <  ج: ص:  >  >>