للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَغَيره قَالُوا هُوَ من هَذَا لِأَنَّهُ عَلَامَات جعلهَا النَّاس بَينهم وَعِنْدِي أَنه تَأْكِيد من العقد والشد من الشريطة وَهُوَ شبه الْحَبل يفتل وَقَوله اشترطي لَهُم الْوَلَاء من هَذَا قيل أعلميهم بِهِ وبحكمه وأظهريه لَهُم كالعلامة ويعضد هَذَا التَّأْوِيل رِوَايَة الشَّافِعِي عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ وأشرطي لَهُم الْوَلَاء قَالَ الطَّحَاوِيّ أَي اظهري لَهُم حكمه وَقيل أشرطيه عَلَيْهِم كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) فَلهم عَذَاب جَهَنَّم

(أَي عَلَيْهِم وَقيل على وَجهه فِي اللَّفْظ على وَجه الزّجر كَمَا قَالَ واستفزز من اسْتَطَعْت مِنْهُم بصوتك الْآيَة وَالله لَا يَأْمر بِهَذَا وَقيل بل على طَرِيق التوبيخ والتقريع وَإِن ذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ إِذْ قد بَين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حكمه لَهُم قبل فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهَا اشْترِي لَهُم أَولا فَذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ وَهُوَ اخْتِيَار أبي بكر بن دَاوُود الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ وَلَيْسَ المُرَاد أَنه أمرهَا بذلك ثمَّ يبطل الشَّرْط وَلكنه كَقَوْلِه تَعَالَى) قل ادعوا شركاءكم ثمَّ كيدون

(اسْتِخْفَافًا وتعجيزا إِن دعوتموهم أَولا لم ينفعوكم ويعضد هَذَا رِوَايَة البُخَارِيّ من حَدِيث أَيمن عَن عَائِشَة وَفِيه ودعيهم يشترطون مَا شَاءُوا واشترتها وأعتقتها وَاشْترط أَهلهَا الْوَلَاء فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق وَقَوله فِيهِ شَرط الله أَحَق قَالَ الدَّاودِيّ يحْتَمل قَوْله فأخوانكم فِي الدّين ومواليكم

قَالَ القَاضِي عِيَاض رَحمَه الله وَيحْتَمل عِنْدِي وَهُوَ الْأَظْهر مَا أعلم بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من حكم الله أَن الْوَلَاء لمن اعْتِقْ وَقيل بل فعل ذَلِك عُقُوبَة فِي الْأَمْوَال لمخالفتهم أمره وَهُوَ ضَعِيف

(ش ر ك) ذكر الشّركَة بِفَتْح الشين وَكسر الرَّاء والشرك فِي البيع وَغَيره مَعْلُوم وَقَوله فِيهِ شرك بِكَسْر الشين من الِاشْتِرَاك والشرك وَالشَّرِكَة والاشتراك وَاحِد والشرك أَيْضا النَّصِيب والشرك أَيْضا الشَّرِيك قَالَه الْأَزْهَرِي فِي تَفْسِير يستفتونك فِي النِّسَاء فأشركته فِي مَا لَهُ كَذَا لَهُم يُقَال شركته وأشركه وأشركته أشركه

(ش ر ع) قَوْله فأوردها حوضا فشرعت فِيهِ وفانتهينا إِلَى مشرعة بِفَتْح الْمِيم وَفِيه فَقَالَ أَفلا تشرع بِضَم التَّاء رباعي وروى بِفَتْحِهَا ثلاثي وَفِيه فأشرعت وأشرع نَاقَته كُله بالشين الْمُعْجَمَة جَاءَ هُنَا فعله رباعيا فِي رِوَايَة وَالْمَعْرُوف شرعت ثلاثي وَهُوَ وُرُود المَاء وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فشرعت فِيهِ إِلَّا إِذا عداهُ فِي غَيره كَقَوْلِه فأشرع نَاقَته فَهَذَا رباعي وعَلى هَذَا يحمل مَا جَاءَ فِي الحَدِيث أَي تسقى نَاقَتك وَقيل مَعْنَاهُ الشّرْب بالفم من المَاء من غير آلَة والمعنيان جَمِيعًا صَحِيحَانِ والمشرعة والشريعة حَيْثُ يتَوَصَّل من حافة النَّهر إِلَى مَائه ويورد فِيهِ وَالْجمع شرائع ومشارع وَمِنْه شَرِيعَة الدّين لِأَنَّهَا مدخلة إِلَيْهِ وَقيل من الْبَيَان والظهور وَهُوَ أَيْضا الشَّرْع والشرعة بِالْكَسْرِ وَشرع لكم من الدّين أَي بَينه وأظهره قَالُوا وَمِنْه سميت المشرعة والشريعة للْمَاء لِأَنَّهَا ظَاهِرَة ومكانها مَعْلُوم وعَلى هَذَا يَأْتِي تَفْسِير من قَالَ فِي قَوْله شرعا أَي رَافِعَة رؤوسها لِأَنَّهَا ظَاهِرَة وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِيرهَا شرعا شوارع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي شوارع فِي المَاء جمع شَارِع كَأَنَّهُ يُرِيد شَاربه وَهُوَ قَول بَعضهم خافظة رؤوسها للشُّرْب قَالَ الْخَلِيل يُقَال شرع شروعا وَشرعا إِذا ورد المَاء قَالَ صَاحب الْأَفْعَال شرعت فِي المَاء شربت مِنْهُ بفيك وَأَيْضًا دخلت فِيهِ وَقَوله فِي المركن فيشرع فِيهِ جَمِيعًا أَي يتَنَاوَل مَاؤُهُ للْغسْل وَقَوله فِي الْوضُوء حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد وَحَتَّى أشرع فِي السَّاق أَي أحل الْغسْل فيهمَا وَأدْخل بعضهما فِي مغسوله وَقَوله فِي الْوَلَاء شرع سَوَاء بتحريك الرَّاء مَفْتُوحَة أَي مثلان كَمَا قَالَ سَوَاء

(ش ر ف) قَوْله فِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة أصبت شارفي وَعمد إِلَى شارفي وأصابني شَارف وَإِلَّا يَا حَمْزَة للشرف الشّرف بِضَم الشين وَالرَّاء جمع شَارف وَهُوَ المسن من النوق وَفَسرهُ مُسلم الشارف المسن الْكَبِير وَالْمَعْرُوف فِي ذَلِك أَنه من النوق لَا من الذُّكُور وَلم يَأْتِ فعل جمعا لفاعل إِلَّا نَادرا

<<  <  ج: ص:  >  >>