للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَول هَذَا فِي حَقه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على طَرِيق الِاسْتِفْهَام التقريري وَالْإِنْكَار لمن ظن ذَلِك بِهِ إِذْ لَا يَلِيق بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الهذيان وَلَا قَول غير مضبوط فِي حَال من حالاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِنَّمَا جَمِيع مَا يتَكَلَّم بِهِ حق وصحيح لَا سَهْو فِيهِ وَلَا خلف وَلَا غَفلَة وَلَا غلط فِي حَال صِحَّته ومرضه ونومه ويقظته وَرضَاهُ وغضبه إِلَّا أَن يتَأَوَّل هجر أَيْضا على الْمَعْنى الأول وَحذف ألف الِاسْتِفْهَام وَسَنذكر اخْتِلَاف الروَاة فِيهِ بعد هَذَا وَقَوله لَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير وَذكر الصَّلَاة بالهاجرة والمهجر كالمهدي بَدَنَة قَالَ الْخَلِيل وَغَيره الهجر والهجير والهاجرة نصف النَّهَار واهجر الْقَوْم وهجروا ارتحلوا بالهاجرة وَقَالَ غَيره هُوَ شدَّة الْحر وَاخْتلف فِي معنى قَوْله التهجير وَالْمرَاد بِهِ عِنْد جَمِيعهم إِلَى الْجُمُعَة على ظَاهره ثمَّ اخْتلفُوا فَحَمله شُيُوخنَا المالكيون على أَنه السَّعْي إِلَيْهَا فِي الهاجرة على مَا تقدم من ظَاهر اللُّغَة وَحمله غَيرهم على أَنه التبكير إِلَيْهَا وَإِن ذَلِك لَا يخْتَص بالهاجرة قَالُوا وَهِي لُغَة حجازية وَكَذَلِكَ تأويلهم فِي قَوْله المهجر إِلَيْهَا وَعَلِيهِ الِاخْتِلَاف فِي أَيهمَا الْفضل الْمَذْكُور هَل للمبكر أَو للآتي فِي سَاعَة السَّاعَات السَّادِسَة والتبكير أَولهَا وَقد يحْتَمل عِنْدِي محمل الحَدِيث فِي الْجُمُعَة وَغَيرهَا من الْأَيَّام لصَلَاة الظّهْر وَقد سَمَّاهَا فِي الحَدِيث الهجير لصلاتها فِيهِ وبدليل قَوْله شَكَوْنَا إِلَيْهِ حر الرمضاء فَلم يشكنا فرغبهم فِي فضل التهجير وَقَوله هجرت إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مشددا أَي جِئْته فِي الهاجرة قَوْله مهاجرة إِلَى الْمَدِينَة بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم أَي وَقت هجرته وَقَوله لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَحَدِيث الْهِجْرَة وامض لِأَصْحَابِي هجرتهم والمهاجرون وَلَوْلَا الْهِجْرَة كُله من هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى الْمَدِينَة وَأَصْحَابه من مَكَّة وَأَصله من هجر الوطن وَتَركه وَقَوله هَاجر إِبْرَاهِيم أَي خرج عَن وَطنه إِلَى غَيره وَقَوْلها مَا كنت أَهجر إِلَّا اسْمك وَفِي رِوَايَة أُهَاجِر كَذَا فِي كتاب الْأَدَب إِلَّا لِابْنِ السكن فَعنده اهجر كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي اترك ذكره لَا على معنى البغض والعداوة إِذْ لَو كَانَ ذَلِك لَكَانَ كفرا وَلَكِن على معنى مُوجب الْغيرَة الَّتِي جبل عَلَيْهَا النِّسَاء والدل الَّذِي طبع عَلَيْهِ المحبوبات مِنْهُنَّ وَقَوله لَا يحل لمُسلم أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث وَلَا تهاجروا من الهجران وَهُوَ إِظْهَار الْعَدَاوَة وَقطع الْكَلَام وَالسَّلَام عَنهُ كَذَا لأكثرهم بِفَتْح التَّاء وَكَذَا لِابْنِ ماهان فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث الدَّرَاورْدِي وَكَانَ عِنْد أَكثر الروَاة فِيهِ تهتجروا من المهاجرة أَيْضا وَمن الهجر وَكَذَا فِي رِوَايَة قُتَيْبَة عِنْده إِلَّا المهتجرين كَذَا لكافتهم وَعند ابْن ماهان المتهجرين وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَفَسرهُ المتصارمين وَهُوَ بِمَعْنى مَا ذَكرْنَاهُ وَفِي غير حَدِيث قُتَيْبَة إِلَّا المتهاجرين على مَا تقدم وَقَوله لَيْسَ لَهُ هجيري بِكَسْر الْهَاء وَالْجِيم مُشَدّدَة مَعْنَاهُ عَادَته ودابه وَيُقَال اهجراه أَيْضا بِكَسْر الْهمزَة

(هـ ج م) قَوْله وهجمت عَيْنك بِفَتْح الْجِيم مُخَفّفَة أَي غارت وانهجمت دَمَعَتْ وَقَوله فانهجم الْغَار عَلَيْهِم أَي سقط وانهار وَقَول مُسلم كَذَلِك يهجم على الْفَائِدَة ويروى يتهجم عَلَيْهَا أَي يَقع

(هـ ج ن) وَذكر الهجن من الْخَيل وأحدها هجين وَهُوَ الَّذِي أَبوهُ عَرَبِيّ وَأمه غير عَرَبِيَّة وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي غير الْخَيل أَيْضا

(هـ ج ع) قَوْله ويهجع هجعة أَي ينَام نومَة وَقَوله بعد هجع من اللَّيْل أَي بعد سَاعَة وَقدر نومَة مِنْهُ.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

قَوْله مَا شَأْنه هجر وَإِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يهجر كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَكَذَا عِنْد أبي ذَر وَفِي بَاب جوائز الْوَفْد هجر على مَا لم يسم فَاعله وَعند غَيرهَا هجر بِفَتْحِهَا وَعند مُسلم فِي حَدِيث إِسْحَاق يهجر وَفِي رِوَايَة قبيصَة هجر وَأكْثر الرِّوَايَات فِيهِ اهجر

<<  <  ج: ص:  >  >>