للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذا قَالَ ذَلِك استحقارا لَهُم واستصغارا لَا تحزنا وإشفاقا فَمَا اكْتسب من الذَّنب بذكرهم وعجبه بِنَفسِهِ أَشد وَقيل هُوَ أنساهم لله وَقَالَ مَالك مَعْنَاهُ أفلسهم وأدناهم وَقيل مَعْنَاهُ فِي أهل الْبدع والغالين الَّذين يؤيسون النَّاس من رَحْمَة الله ويوجبون لَهُم الخلود بِذُنُوبِهِمْ إِذا قَالَ ذَلِك فِي أهل الْجَمَاعَة وَمن لم يقل ببدعته وعَلى رِوَايَة النصب مَعْنَاهُ أَنهم لَيْسُوا كَذَلِك وَلَا هَلَكُوا إِلَّا من قَوْله لَا حَقِيقَة من قبل الله وَقَول بِأَرْض دوية مهلكة بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام كَذَا ضبطناه أَي هلك فِيهَا سلاكها بِغَيْر زَاد وَلَا مَاء وَلَا رَاحِلَة قَالَ ثَعْلَب يُقَال مهلكة ومهلكة وَالْكَلَام مهلكة بِالْكَسْرِ

(هـ ل ل) قَوْله فَلَمَّا أهل الْهلَال وَفِي الحَدِيث الآخر اسْتهلّ علينا الْهلَال بِضَم الْهمزَة إِذا طلع وَأهل أَيْضا بِفَتْحِهَا واستهل بِفَتْح التَّاء وَيُقَال اسْتهلّ وَأهل إِذا رئ بِكَسْر الْهَاء وأهللنا الْهلَال واستهللناه رَأَيْنَاهُ وَلَا يُقَال هَل الْهلَال عِنْد الْأَصْمَعِي وَقَالَهُ غَيره وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد وَصَححهُ وَقَالَ هَل هلا وَأهل إهلالا وَحَكَاهُ عَن أبي زيد وأهللنا الشَّهْر أَيْضا صرنا فِي أَوله وَلَا يُسمى الْقَمَر هلالا إِلَّا فِي الثَّلَاث لَيَال الأول وَجمعه أهلة وَقَوله وَجهه يَتَهَلَّل أَي يظْهر فِيهِ السرُور ونوره حَتَّى كَأَنَّهُ الْهلَال وَقَوله وأهللنا بِالْحَجِّ والإهلال بِالْحَجِّ وَبِمَا أَهلَلْت وإهلال كإهلال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ عندا لدُخُول فِيهِ أَو فِي الْعمرَة وَقَوله فِي الْمَوْلُود إِذا اسْتهلّ صَارِخًا إِذا رفع صَوته وصرخ وكل شَيْء ارْتَفع صَوته فقد اسْتهلّ وَمِنْه الْهلَال فِي الْحَج وَمِنْه سمي الْهلَال لِأَن النَّاس يرفعون أَصْوَاتهم بالأخبار عَنهُ وَمَا أهل بِهِ لغير الله أَي مَا رفع الصَّوْت بِذكر غير الله عَلَيْهِ ثمَّ اسْتعْمل فِي كل مَا ذبح لغير الله وَإِن لم يرفع بِهِ صَوت وَمِنْه فِي الذّكر بعد الصَّلَاة وَكَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يهلل بِهن دبر كل صَلَاة أَي يعلن بذلك وَيرْفَع بِهِ صَوته وَقَوله فمنا المكبر وَمنا الْمهل كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَفِي مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى بلام وَاحِدَة أَي منا الرافع صَوته بِذكر الله أهل الرجل إِذا رفع صَوته بِذكر الله وَجَاء فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم وسريج بن النُّعْمَان وَمنا المهلل بلامين وَهُوَ عِنْدِي أولى هُنَا لقَوْله فمنا المكبر وَمَعْنَاهُ هُنَا أَي الْقَائِل لَا إِلَه إِلَّا الله لِأَن المكبر أَيْضا رَافع صَوته بِذكر الله فَلَا وَجه لذكر رفع الصَّوْت فِي غَيره بِالذكر دونه وَقَوله فِي الاسْتِسْقَاء فألف الله بَين السَّحَاب وهلتنا السحابة أَي أمطرتنا بِقُوَّة يُقَال هَل الْمَطَر هلا وهللا أنصب بِشدَّة وانهل إنهلالا وكل شَيْء انصب فقد أنهل وَلَا يُقَال أهلت وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ فِي حرف الْمِيم وَمن قَالَ فِيهِ ملتنا بِالْمِيم وَتقدم تَفْسِير حَيّ هلا فِي الْحَاء

(هـ ل م) قَوْله أناديهم أَلا هَلُمَّ يَا باغي الْخَيْر هَلُمَّ وهلم أحَدثك وهلمي يَا أم سليم أَي تعالي مِنْهُم من لَا يثنيه وَلَا يجمعه وَلَا يؤنثه وَهِي لُغَة الْحِجَازِيِّينَ وَمِنْهُم من يفعل ذَلِك ويصرفه وَهِي لُغَة تَمِيم قَالَ صَاحب الجمهرة وهما كلمتان جعلتا وَاحِدَة كَأَنَّهُمْ أَرَادوا هَل أَي أقبل وَأم أَي أقصد وَقيل بل أَصْلهَا هَل أم ثمَّ ترك الْهَمْز وَكَانَت كلمة تستفهم بهَا من تُرِيدُ أَن يَأْتِي طَعَام قوم ثمَّ كثر حَتَّى تكلم بِهِ الدَّاعِي وَقَوله هَلُمَّ جرا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم

(هـ ل ل) قَوْله فَهَلا بكرا تلاعبها وتلاعبك هِيَ هُنَا بِمَعْنى التحضيض واللوم وَنصب بكرا على إِضْمَار فعل أَي هلا تزوجت بكرا وَذكرنَا فِي حرف الْحَاء حَيّ هلا

(هـ ل ع) قَوْله لما فِي قُلُوبهم من الْجزع والهلع هما بِمَعْنى قيل الْهَلَع قلَّة الْبَصَر وَقيل الْحِرْص يُقَال رجل هلع وهلوع وهلواع

<<  <  ج: ص:  >  >>