للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن مروان حبيش بن دلجة فدعا بخبز ولحم فأكله على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم دعا بماء فتوضأ عليه، ودعا الناس الى بيعة عبد الملك فبايعوه كرها، ثم بعث ابن الزبير أخاه عروة فقتله.

[أول ملك عبثت به رعيته واجترىء عليه أشد الاجتراء معاوية]

أخبرنا أبو أحمد باسناده عن أبى زيد قال: بلغنى فيما روى فى ذلك ان معاوية لما حج قال شاب من قريش لمولى: ان أنت قمت الى معاوية، فسألته، من كان زوج أمه قبل أبى سفيان، فلك كذا، فقام الرجل اليه فقال: ليخبرنا أمير المؤمنين، من كان زوج أمه قبل أبى سفيان؟ قال: حفص بن المغيرة، فكلم ذلك الرجل عمرو بن الزبير بعد ذلك بكلام أغلظ له فيه، فأمر به فضرب حتى مات، فبلغ ذلك معاوية فتغيظ على عمرو، وهم به، فقيل هو الرجل الذى قام اليك بمكة، فقال كذا فقال: فأنا اذا قتلته وأنا أحق من وداه «١» .

[أول من أقر التسليم على الملوك معاوية]

أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن عبد الله ابن عبد الصمد بن خداش عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعى عن التسليم على الأمراء فقال: أول من فعله معاوية، وأقره عمر بن عبد العزيز، قال الأوزاعى: انى لاكرهه لانه مفسدة لقلوبهم.

وكره من الداخل على الملك ان يسلم لأن التسليم يقتضى الرد، وليس ينبغى ان يخاطب الملك بما يوجب عليه كلفة رد، ورجع جواب، ألا ترى أنه لا ينبغى لاحد أن يسأله عن حاله؟ وعما بات عليه فى ليلته الا أن يكون طبيبا فيسأل عن ذلك ليكون علاجه له بحسبه، ولان التسليم أيضا مبتذل فى سائر الناس، وعادات الملوك مباينة لعادات الرعايا، فسبيل الداخل عليهم، إن كان من الاشراف أن يجرد عليهم الدعاء، ويخلص التمجيد والثناء، قائما بحيث

<<  <   >  >>