للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سهيل لهم: اغضبوا على أنفسكم، دعوا ودعيتم، «١» فأسرعوا وأبطأتم، والله لا أدع موقفا وقفته مع المشركين الا وقفته مع المسلمين، فسار عمرو فنزل بغمر الغربان من أرض فلسطين، وأتى يزيد بن أبى سفيان البلقاء «٢» وشرحبيل الأردن، وأبو عبيدة باب، «٣» فصالحه أهلها، فكان أول ما صولح عليه من الشام وكان هرقل بفلسطين، فقال لأصحابه: إنكم قد غيرتم وبدلتم وأفسدتم، فسلط الله عليكم أضعف الأمم عندكم، وان مدينة من مدائنكم لتعدل أضعافهم، فقاتلوا عن أنفسكم وحرمكم، واستخلف أخاه، وخرج الى انطاكية، «٤» فقال أبو بكر- رضى الله عنه- تحوله أول نقصه وهزيمته.

ثم خرج خالد بن سعيد بن العاص فى جماعة الى مرج الصفر «٥» فبلغ أهل بصرى. «٦» فخرجوا فى أربعة آلاف، فأتوهم وهم غارون. فقتلوا خالدا «٧» وجماعة من المسلمين، وانهزم الباقون، فعزم أبو بكر على تولية خالد بن الوليد الشام، وهو بالحيرة، «٨» فكتب اليه بذلك، فاستخلف المثنى بن حارثة، وخرج فى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة فى ثمانمائة، فقال محصن بن الحارث الأسدى:

اذا رأيت خالدا مخفّفا ... وكان بين الأعجمين أنصفا

فى فيلق بالنّقع قد تلحّفا ... وهبّت الرّيح شمالا جرحفا «٩»

<<  <   >  >>