للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سطر والله سطر، وكان فى يده حتى مات، وفى يد أبى بكر حتى مات، وفى يد عمر حتى مات، وفى يد عثمان ست سنين، فلما كثرت عليه الكتب دفعه الى رجل من الانصار ليختم عنه به، فأتى قليبا «١» لعثمان فسقط الخاتم فيه فالتمسوه فلم يجدوه، فاتخذ خاتما من ورق ونقش عليه مثل النقش الاول، واما ديوان الخاتم فأول من اتخذه معاوية، وولاه عبيد الله بن أوس الغسانى وسلم اليه الخاتم وعلى فصه «لكل عمل ثواب» ، وكان سبب ذلك ما أخبرنا به أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن حمد بن معاوية عن الهيثم بن عدى قال: كان عمر بن سعيد غلاما ليزيد بن معاوية، فقطع الى ابن الزبير بعثا عليهم عمرو بن الزبير، فلما التقوا أسره عبد الله بن الزبير فقال له: قبحك الله أما كان فى بلائى عندك ما يكفيك؟ من كان يطلبه بشىء فليقم، فجعل الرجل يقول: نتف لحيتى، وآخر يقول نتف أشفار عينى، وآخر يقول نزع حلمة ثديى فيؤمرون بالقصاص منه، فأقام بذلك سنة، ثم جاء مصعب ابن عبد الرحمن بن عوف فقال: ضربنى مائة سوط وليس بأمير ولم أذنب ذنبا، فأمره فضربه فنغل «٢» جلده فمات، فلامه الناس على ذلك، فقال: أنكم لا تدرون ما صنعت به: كتب له معاوية بمائة الف درهم الى زياد فقلب الكتاب فجعلها مائتى الف فدفعها اليه زياد، فلما رفع محاسبه قال معاوية:

ما كتبت له الا بمائة الف، فنظروا فى الديوان فوجدوها مائة الف، فكتب معاوية إلى مروان وهو على المدينة يأمره بأخذه بها، فحبسه فأديتها عنه، وجعل ديوان الخاتم من يومئذ.

وكان خالد بن الزبير أخو عمرو لأمه، أمهما بنت خالد بن سعيد قد أعطى عمرا الامان هو وعروة وعبيدة أبناء الزبير، فاحتقرهم عبد الله فى كلام هذا معناه وقال:

حتّام لا أنفكّ حارس سكّة «٣» ... أدعى فاسمع مذعنا وأطيع

<<  <   >  >>