للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسكرة عيش فارغ من همومه ... ومعروف حال لم نخف أن تنكّرا

أذاكير لا يرددن مافات من هوى ... ولا تدع المحزون أن يتصبّرا

وقالوا كبرت وانتضيت من الصّبا ... فقلت لهم ما عشت إلّا لأكبرا

لبست أخلّاء الهوى فزعتهم ... وما كنت أرجو بعدهم أن أعمّرا

فأخلوا همومى من سواهم وأطبقوا ... جفونى فما أهوى من العيش منظرا

وأصبحت معتلّ الحياة كأنّنى ... حسير وراء السّابقات تعثّرا

فامّا ترينى ذا نسيب نكرته ... فيا ربّ يوم لم أكن فيه منكرا

أروح كغصن البان ثبّته النّدى ... وقوىّ بأنفاس ضعاف وأمطرا

فمال على ميثاء لاقحة الثّرى ... تغلغل فيها ماؤها وتحيّرا

كأنّ الصّبا تهدى اليها إذا جرت ... على تربها مسكا فتيقا وعنبرا

سقته الغوادى والسّوارى قطارها ... فجاء كما شاء القطار ونوّرا

أناخت عليه ليلة أرحبيّة ... إذا ما صفا فيها الغدير تكدّرا

طويلة ما بين البياضين لم يكد ... يصدّق فيها فجرها حين بشّرا

فباتت إذا ما البرق أوقد وسطها ... حريقا أهل الرّعد فيه وكبّرا

كأنّ الرّباب الجون دون سحابه ... خليع من الفتيان يسحب مئزرا