للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكنيته أبو الجرّاح. وهو الذي لا نعلم أحدا [١] أكثر عنه إلّا الهيثم بن عديّ.

قال أبو عبيدة، والهيثم: عبث [٢] شبّة بن عقال [٣] بعبد الله بن عيّاش على باب الخليفة، وكان على كفّ عبد الله وضح فقال: ما هذا على ظهر كفّك يا ابن عيّاش؟ قال: سلح النّعامة! قال: وكان شبّة يلقّب بسلح النّعامة. وأنشدوا:

فضح المنابر يوم يخطب قائما ... سلح النّعامة شبّة بن عقال [٤]

وليس هكذا روى النّاس الشّعر، بل إنّما قال الشاعر:

فضح المنابر يوم يخطب قائما ... ظلّ النّعامة شبّة بن عقال [٥]


- ينادم المنصور ويضحكه ويجترىء عليه. توفي سنة ١٥٨. لسان الميزان ٣: ٣٢٢.
[١] في الأصل: «لا يعلم» .
[٢] في الأصل: «عنب» .
[٣] شبة بن عقال المجاشعي، من مجاشع رهط الفرزدق. وهو زوج جعثن أخت الفرزدق كما في النقائض ٨٥٥. وروى ابن سلام في الطبقات ٣٨٧ أنه بعث بدراهم وحملان وكسوة وخمر إلى الأخطل، وذلك ليفضل الفرزدق على جرير ويسبه. وكان شبة شاعرا وكان خطيبا.
البيان ١: ١٢٧.
[٤] البيت لجرير في ديوانه ٤٧١، والنقائض ٣٢٣، والحيوان ٦: ١٧٩، وثمار القلوب ٤٤٣. وفي الديوان والنقائض: «فضح الكتيبة يوم يضرط قائما» . وفي النقائض: ب «ويروى:
السرية يوم يخطب قائما. كان شبة بن عقال من خطباء العرب، فكان يوما يخطب وقد استحنفر في خطبته حتى ضرط فضرب يده على استه فقال: يا هذه كفيناك السكوت فاكفينا الكلام» . ورواية ابن سلام ٣٩٠: «فضح العشيرة يوم يسلح قائما» . ورواية الجاحظ في الحيوان وتبعه الثعالبي في ثمار القلوب ٤٤٣: «فضح المنابر يوم يسلح قائما» .
[٥] في الأصل هنا: «سلح النعامة» كما في الرواية السابقة، وهو واضح الخطأ، وإنما يعني الجاحظ روايته التي أثبتها في الحيوان، وهي «ظل النعامة» لأنها مجال التعليق فيما سيأتي.-

<<  <   >  >>