للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن مروان، فدخل عليه نصيب أبو الحجناء [١] مولى بني ضمرة، فامتدحه، فقال عبد العزيز: كيف ترى شعره؟ قال: إن كان قال هذا فليس له ثمن، وإن كان رواه فثمنه كذا وكذا [٢] . فقال عبد العزيز: هو والله أشعر منك. قال: لا والله ولكنّك طرف ملول [٣] . قال: أنا طرف ملول، وأنا أواكلك مذ كذا وكذا! وكان بأيمن بياض في يده، فتركه أيمن ولحق ببشر بن مروان [٤] وقال:

ركبت من المقطّم في جمادى ... إلى بشر بن مروان البريدا [٥]

فلو أعطاك بشر ألف الف ... رأى حقّا عليه أن يزيدا


[١] هو نصيب بن رباح، مولى عبد العزيز بن مروان، من شعراء الدولة الأموية كان فحلا فصيحا مقدما في النسيب والمدح، ولم يكن له حظ في الهجاء. وكان أهل البادية يسمونه «النصيب» تفخيما له، ويروون شعره، وكان عفيفا كبير النفس، مقدما عند الخلفاء. توفي سنة ١٠٨، وانظر الشعراء ٤١٠، والأغاني ١: ١٢٥- ١٤٥، واللآلىء ٢٩١- ٢٩٢، ومعجم الأدباء ١٩: ٢٢٨- ٢٣٤، والعيني ١: ٥٣٧- ٥٣٨. وقد طبع ديوانه في بغداد ١٩٦٨ بجمع وتقديم الدكتور داود سلوم. وهناك شاعر آخر عبد مثله، من شعراء الدولة العباسية، هو مولى المهديّ، نشأ باليمامة واشتري للمهديّ في حياة المنصور، والمهديّ إذ ذاك ولي عهد فاستنشده فأنشده فقال: والله ما هو بدون نصيب مولى بني مروان! والمهديّ إذ ذاك ولي عهد فاستنشده فأنشده فقال: والله ما هو بدون نصيب مولى بني مروان! فأعتقه وزوجه أمة له يقال لها «جعفرة» وكنّاه أبا الحجناء. انظر ترجمة هذا في الأغاني ٢٠: ٢٥- ٣٤، ومعجم الأدباء ١٩: ٢٣٤- ٢٣٧.
[٢] في الأصل: «قيمته كذا وكذا» ، والوجه ما أثبت.
[٣] الطّرف: الذي لا يثبت على امرأة ولا صاحب. وقد سبق الخبر في ص ١٣٨ موجزا.
وانظر له هنا الأغاني ١: ١٢٧/٢١: ٧- ٨. وفي الأصل هنا «ظرف» في هذا الموضع وتاليه، تحريف.
[٤] بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، كان من أجواد العرب، ولى إمرة العراقين لأخيه عبد الملك، وهو أول أمير مات بالبصرة. توفي سنة ٧٥. المعارف ١٥٥، والجمهرة ١٠٥- ١٠٦، والخزانة ٤: ١١٧.
[٥] في الأصل: «إلى المقطع» ، صوابه من الأغاني في الموضعين. وفي الأغاني أنّ أيمن كان قد قال له: «ائذن لي أن أخرج إلى بشر بالعراق، واحملني على البريد» .

<<  <   >  >>