للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله. قال: فإنّ الأمر كما خبّرتك.

قال لي: وأحدّثك بحديث هو أغرب من هذا وأعجب: ربّ والله ما أصبحت في يوم دجن من أوّله إلى آخره، فيتّفق ألّا يبعث إليّ أحد، ولا يمكنني أن أبعث إلى بعض إخواني، لتوقّعي في كل حال رسول من لا أمتنع من إجابته، فلا يبقى من أولئك أحد إلّا والذي يمنعه من الإرسال إليّ أنّه لا يجوز أن يكون الخليفة وأشباه الخليفة يتّفق أمرهم وقولهم على مثلي، لا يتّفق أن يتركه الجميع إلّا توهّم كلّ واحد على حدته أنّ غيره قد سبق إلي. فاتّفق منهم التّدافع، وبقيت أتثاءب وحدي، وإنّما يتهيّأ ذلك أن يدعني في ذلك اليوم الملك الأعظم فيتّفقون كلّهم على هذا الرأي.

وكان وضحه في حلقومه حيث تغطّيه اللّحية.

وذكر يوحنّا بن ماسويه أنّ موته إنّما كان بسبب دواء كان دفعه إليه لهذه العلّة. فلما دعا به في السّحر غلط الخادم فسقاه دواء كثير الأفيون [١] ، فشربه فمات. وكان يكنى أبا الحسن [٢] .


- التفصيل والخياطة، معرب: تالسان الفارسية. ويقولون: يا ابن الطيلسان، يريدون: يا عجمي! والمطبق: ما أطبقت طبقة منه فوق الأخرى.
[١] في الأصل: «كسر الأفيون» بإهمال النقط ولعل صوابه ما أثبت وجاء نظيره في الخزانة ١١: ١٦٨: «وطرح بعض غلمانه في بعض أدويته شيئا كثيرا من الأفيون» في قصة وفاة الرئيس ابن سينا. وجاء في القاموس (فين) : «والأفيون: لبن الخشخاش المصري الأسود.. مخدّر وقليله نافع منوّم، وكثيره سمّ» . والذي في الأغاني ١٠: ١١٥، ونهاية الأرب ٥: ٩ أنه خرج عليه جرب، فشكاه إلى يحيى بن ماسويه، فبعث إليه بدواء مسهل وطلاء، فشرب الطلاء واطلى بالدواء، فقتله ذلك.
[٢] في الأصل: «أبا الجن» ، صوابه ما أثبت من الأغاني ونهاية الأرب.

<<  <   >  >>