للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرج، وكان يمشي عليها:

وهبت عصا العرجان عونا ومرفقا ... فأين عصا العميان يا ابن حبيب

فقد صرت أعمى بعد أن كنت أعرجا ... أنوء على عود أصمّ صليب

فلمّا صار أعرج أعمى لم يتعاط المشي، فلما طال قعوده أقعد من رجليه، فقال:

أرى كلّ داء فيه للقوم حيلة ... وداؤك مسمور الرّتاج عسير

فصبرا فإن الصبر أجدى مغبّة ... عليك، وأنواع البلاء كثير

فقال حين جفاه أصحابه وجيرانه وأهله:

قد كنت أنضي الخافقين برحلتي ... فصار جماع الأرض كفّة حابل [١]


- بأجزائها الأربعة. وترجمته في معجم الأدباء ١٠: ٦٤- ٦٧ وإنباه الرواة ٤: ٦٨- ٧٢ وبغية الوعاة وغيرها من كتب التراجم.
[١] الخافقان: المشرق والمغرب، وذلك أنّ المغرب يقال له الخافق، وهو الغائب، فغلبوا المغرب على المشرق فقالوا: الخافقان، اللسان (خفق ٣٧٠) وذكر المحبي في جنى الجنتين ٤٣: «قال ابن السكيت: لأن الليل والنهار يخفقان فيهما» . والإنضاء، أصله من إنضاء الدابة، أي إهزالها بكثرة السير عليها. وكفّة الحابل: حبالة الصائد، جعلت مثلا في الضيق والحبس. ومنه قول عبد الله بن الحجاج في هربه حين ضاقت عليه الأرض:
كأنّ فجاج الأرض وهي عريضة ... على الخائف المطلوب كفّه حابل
انظر حواشي الحيوان ٦: ٤٣٢.

<<  <   >  >>