للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقولون: «طلاق سعيد بن أبي عروبة» . وقد سمعت أنا من عبد الأعلى الساميّ [١] ، وأصحاب سعيد كبار ثقات، فحدّث عنهم المخالف والموافق.

ومن أعاجيب سعيد أنه لم يمسّ امرأة قطّ، من غير عجز.

قال يزيد بن قبيصة المهلّبيّ [٢] : قدمت على أبي مسلم صاحب الدّولة من البصرة، فساءلني [٣] عما أراد ثم قال لي: ما فعل الأعرج سعيد ابن أبي عروبة؟ لكأني أنظر إلى نظافة بيته. قال: قلت: سالم صالح.

قال: فما فعل هشام الدّستوائيّ [٤] ، كأني أنظر إلى دموعه على خدّيه!


[١] يشير الجاحظ إلى أنه قد سمع ممن له رواية عن سعيد بن أبي عروبة، انظر ترجمته فيما سبق. وعبد الأعلى هو أبو همام عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد القرشي البصري الساميّ، نسبة إلى سامة بن لؤى روى عن حميد الطويل، ومعمر، وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم. وعنه:
إسحاق بن راهويه، وبندار، ويوسف بن حماد وجماعة. وكان قدريا غير داعية إليه، كما كان شيخه سعيد. توفي سنة ١٩٨، تهذيب التهذيب.
[٢] نسبة إلى جده، وهو أمر يكثر في الأنساب، وإنما هو يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، كما في الجمهرة ٣٧٠. ومما يذكر أنّ المهلب ولد له نحو ثلاثمائة ولد، أعقب منهم تسعة عشر كما في الجمهرة ٣٦٨. وبتتبع تاريخ الطبري نجد أنّه ولي مصر من قبل المنصور من سنة ١٤٣ إلى سنة ١٥٢ حيث عزل ثم ولي إفريقية من قبل المنصور أيضا سنة ١٥٤ إلى أن توفي سنة ١٧٠ في خلافة موسى الهادي.
[٣] في الأصل: «فسايلني» بالتسهيل.
[٤] الدستوائى: نسبة إلى دستوا، بفتح الدال والتاء: بلدة بالأهواز تجلب منها الثياب الدستوائية، وكان الدستوائي يبيع الثياب المجلوبة منها. وفي الأصل: «الدستواني» بالنون، تحريف. وهو أبو بكر هشام بن أبي عبيد الله سنبز- كجعفر، الدستوائي البصري البكري.
وكان يرمى بالقدر. روى عن قتادة، ومطر الوراق، وبديل بن ميسرة وغيرهم. وعنه: ابن-

<<  <   >  >>