للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو محجن [١] في الزّراية على الشّجاع الذي لا رواء له [٢] ، وليس هذا من ذكر باب العرجان، ولكنه يناسب [٣] شعر مجلودة، وهو قوله:

ألم تسأل فوارس من سليم ... بنضلة وهو موتور مشيح [٤]

رأوه فازدروه وهو خرق ... وينفع أهله الرجل القبيح [٥]


[١] كذا في البيان ٣: ٣٣٨. وفي الأصل هنا «أبو مخنف» تحريف. وأبو محجن الثقفى: عبد الله بن حبيب بن عمرو بن عمير. وهو من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، معدود في أولي البأس والنجدة. وكان يدمن شرب الخمر، وأقام عليه عمر الحد مرارا. ابن سلام ٢٢٥، والشعراء ٤٢٣، والأغاني ٢١: ١٣٧- ١٤٣. ونسبة الشعر إلى أبي محجن مما انفرد به الجاحظ. وهو منسوب إلى نضلة السّلمي في الكامل ٥٢ ليبسك والعقد ٥: ٢٤٢. وفيهما أنّ الشعر قاله يوم غول. وكان حقيرا دميما وكان ذا نجدة وبأس. وكذلك نسب إلى نضلة في مجمع الأمثال عند قولهم: «أصول من جمل» . وإلى نضلة أيضا في الحماسة البصرية ١: ٦٧ ونسب في مجالس ثعلب ٨ إلى رجل من سليم، وكان قوم من سليم مروا برجل من مزينة يقال له «نضلة» في إبل له، فاستسقوه لبنا فسقاهم، فلما رأوا منه أن ليس في الإبل غيره ازدروه فأرادوا أن يستاقوها، فجالدهم حتّى قتل منهم رجلا وأجلى الباقين عن الإبل، فقال رجل من سليم هذا الشعر.
[٢] الرواء، بضم الراء: المرأى والمنظر الحسن، وفي الأصل: «لا دواء له» بالدال، صوابه ما أثبت.
[٣] في الأصل: «يناسد» تحريف.
[٤] الرواية في الكامل، والعقد، والميداني، والحماسة البصرية: «ألم تسل الفوراس يوم غول» . وفي الأصل: «النضلة» صوابها «بنضلة» كما في جميع المراجع. وفي القرآن الكريم: (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً)
، و (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ)
، يأتون بالباء بعد السؤال والمشيح، من الإشاحة، وهي الجدّ والسرعة في حذر.
[٥] الخرق، بالكسر: الكريم الخليقة. ويروى: «وهو حر» في الكامل والعقد-

<<  <   >  >>