للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقال إنّ جميع نبات الأرض على ثلاثة أصناف: نجم، وشجر، ويقطين.

فما كان قائما على [غير] [١] ساق فهو نجم. وما كان متفرّعا ذا أغصان ومتشعّبا بأفنان فهو شجر. وما كان منبطحا منسطحا كالقرع والبطّيخ وما أشبه ذلك فهو يقطين. وفي القرآن: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)

[٢] .

فمن ذهب في النجم إلى غير هذا فليس يذهب إلى الثّريّا إنّما يذهب إلى قول الشاعر [٣] :

فباتت تعدّ النّجم في مستحيرة ... سريع على أيدي الطّهاة جمودها [٤]

وإنّما وصف جفنة غرّاء [٥] كثيرة الإهالة قدّمها إلى أضيافه ليلا، فكانوا يرون صورة النّجوم فيها. ولا يستقيم في هذا الموضع أن يعني نجم


- انظر تفسير أبي حيان ٨: ٣٩٠.
[١] تكملة يفتقر إليها الكلام كما اجمعت عليه كتب اللغة ومعاجمها.
[٢] الآية ٦ من سورة الرحمن.
[٣] هو الراعي، ديوانه ٦٩ واللسان (نجم ٤٧) ، والحماسة ١٥١٠ بشرح المرزوقي و ٤: ٨٠ بشرح التبريزي، والمعاني الكبير ٣٧٥.
[٤] فى الأصل: «فبات بعد» ، والصواب ما أثبت من جميع المراجع السالفة. وفي شرح التبريزي: «قال النمري: يعني امرأة أضافها» . وهذه المرأة هي أم خنزر بن أرقم، كما في شرح المرزوقي. والمستحيرة: المتحيرة لامتلائها. أي في مرقة أو قدر قد تحيّرت، فهي من صفائها وكثرة دسمها ترى فيها نجوم الثريا، لأن الثريا عدة نجوم. وإنّما خص الثريا لأنّها لا تكاد ترى في قعر الجفنة، وغيرها من الأواني! إلّا أن تكون قمّ الرأس، ولا تكون قمّ الرأس إلا في الشتاء، وهو زمان التمدح بالكرم والجود. وهذا تحقيق أبي محمد الأعرابي. وغيره يذهب إلى أنّ النجم يراد به النجوم كلها. انظر شرح التبريزي: ويروى: «سريع بأيدي الآكلين» .
[٥] الغراء: البيضاء، وذلك لبياض الشحم فوقها. وفي الأصل: «عرا» .

<<  <   >  >>