للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان أبصر النّاس بعتق دابّة، وأبصرهم بإقراف وهجنة [١] ، وأعلمهم بخارجيّ وعريق، وتميم وبقير [٢] ، ويعرف السّابق من المصلّي.

قالوا: وكان ابن أقيصر [٣] على مثاله يحتذي، وإيّاه يحكي.

وفي قبره وقبر قتيبة بن مسلم يقول شاعرهم [٤] :

إنّ لنا قبرين قبر بلنجر ... وقبر بصين استان يا لك من قبر [٥]

فإمّا الذي بالصّين عمّت فتوحه ... وسلمان يستسقى به سبل القطر [٦]


[١] الإقراف: ما كان من قبل الفحل، والهجنة: ما كانت من قبل الأم. وانظر صورة من معرفة سلمان للخيل في المعاني الكبير ١٢٨، وعيون الأخبار ١: ١٥٥.
[٢] التميم: التام الخلق الذي استوفي أيام حمله. والبقير: الذي يولد في ماسكة أو سلى، لأنه يشقّ عن ذلك.
[٣] ابن أقيصر: أحد البصراء بالخيل، وهو أحد بني أسد بن خزيمة، واسمه عمر بن محمد بن أقيصر السلمي، كما في مجالس ثعلب ٥٠١. وانظر أمالي الزجاجي ٤ والقالي ٢: ٢٥١ والبيان ٢: ١١٦ وعيون الأخبار ١: ١٥٤.
[٤] هو عبد الرحمن بن جمانة الباهلي، كما في معجم البلدان (بلنجر) . وفي المعارف ١٩١ أنه أبو جمانة الباهلي.
[٥] بلنجر، بفتحتين: مدينة ببلاد الخزر. و «استان» بمعنى الموضع والناحية.
[٦] في المعجم والمعارف: «فهذا الذي بالصين» . والذي بالصين هو قتيبة بن مسلم الباهلي. وفي المعارف: «قال أبو اليقظان: «قبر قتيبة بفرغانة، فجعله الشاعر من الصين» .
وفيها أيضا: «وقتل سلمان ببلنجر من أرض الترك في خلافه عثمان. ويقال إن بلنجر من أرمينية.
ويقال إن عظامه عند أهل بلنجر في تابوت، إذا احتبس عليهم المطر أخرجوه فاستسقوا به فسقوا» . ونحوه في معجم البلدان. وفي الأصل: «يستسقى بها» ، صوابه ما أثبت. وفي المعارف: «وهذا الذي بالترك يسقى به القطر» . وفي المعجم: «وهذا الذي يسقى به سبل القطر» .

<<  <   >  >>