كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان

وخبّرني صديق لي قال: رأيت أعرابيّا مقطوع يد اليمنى ورجل اليسري [١] ، وهو يمشي على عصا ذات زجّ، وأنشدني لنفسه:

الله يعلم أنّي من رجالهم ... وإن تخدّد عن متنيّ أطماري [٢]

وإن رزيت يدا كانت تجمّلني ... وإن مشيت على زجّ ومسمار

وقال الآخر [٣] وقدّموه لتقطع يده:

يدي يا أمير المؤمنين أعيذها ... بك اليوم أن تلقى مكانا يشينها [٤]

فلو قد أتي الأخبار قومي لقطّعت ... إليك المهاري وهي خوص عيونها [٥]

- من بين الأنام، هم مضر، لا يدانيهم أحد في شرفهم وكريم منصبهم. وبنو حنيفة من بني لجيم ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد ابن ربيعة نزار. وبنو نمير، من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
[١] هو من إضافة الموصوف إلى الصفة، كما في حديث: «يا نساء المسلمات» ، و «يرحم الله نساء المهاجرات الأول» ، وحديث: «صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة» .
انظر الألف المختارة الحديث ٣٣٣، ٦٥٣، ٥٥٦.
[٢] البيتان أنشدهما الجاحظ في البيان ٣: ٦٧. تخدد: تشقق. والأطمار: جمع طمر، بالكسر، وهو الثوب الخلق.
[٣] في المستطرف ١: ١٩٣ أنه أعرابي اسمه «حمزة» كان قد سرق وقامت عليه البينة، فهمّ عبد الملك بقطع يده، فكتب إليه حمزة من السجن هذين البيتين، وأن أمه استشفعت له عند الخليفة فعفا عنه. والخبر كذلك في عيون الأخبار ١: ٩٩، والعقد ٢: ١٦٧ بدون ذكر لاسم الأعرابي.
[٤] في العيون والعقد والمستطرف: «أعيذها بعفوك أن تلقى» .
[٥] قطعت: حملت على شدة العدو، يقال للفرس الجواد: تقطعت أعناق الخيل عليه فلم تلحقه. والمهارى، بفتح الراء وكسرها: جمع مهريّة، بالفتح منسوبة إلى مهرة بن حيدان،-