للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمم. فأمّا هذه التي تراها اليوم فهي عنده صواقع [١] ولا أعرف وجهه، وهو أعلم بما قال وأولى بذلك.

وممّن صعق: أربد بن جزء [٢] بن خالد بن جعفر بن كلاب، أخو لبيد بن ربيعة لأمّه، فلذلك قال:

أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السّماك والأسد [٣]

فجّعني الرّعد والصّواعق بال ... فارس يوم الكريهة النّجد [٤]

زعم سنديّ بن صدقة [٥] قال: صحبنا في طريق مصر سعيد النصرانيّ الجهبذ [٦] ، وكان يسايرنا إذ تقدّم على بغل له ناج [٧] ،


[١] في الأصل: «مواقع» ، تحريف.
[٢] وهو أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب، كما في الجمهرة ٢٨٥، والأغاني ١٥: ١٣٠، وأربد هذا هو الذي أراد قتل رسول الله مع عامر بن الطفيل، فدعا عليه، فرماه الله بصاعقة فمات.
[٣] الحتوف: جمع حتف، وهو الموت. والبيت وتاليه في ديوان لبيد ١٥٨، والأغاني ١٥: ١٣٣. ويعني بنوء السماك والأسد، ما يكون فيهما من صواعق. وفي شرح الديوان:
«ولم أكن أفرق عليه صاعقة» .
[٤] النجد، بضم الجيم وكسرها: ذو النجدة، وهي الشجاعة والبأس.
[٥] سنديّ بن صدقة، شاعر كاتب، ذكره ابن النديم في الفهرست ٢٣٦ وذكر أن ديوانه خمسون ورقة. وأورد له الجاحظ في الرسائل ١: ٣٠٣ بيتين من الشعر دون أن ينسبه إلى أبيه.
[٦] في القاموس: «الجهبذ، بالكسر: النقاد الخبير» . ولم ترد هذه المادة في التهذيب واللسان. وفي تاج العروس: «وهو معرب، صرح به الشهاب، وابن التلمساني. وكان ينبغي التنبيه عليه» . ثم قال: «ومما يستدرك عليه الجهباذ بالكسر، لغة في الجهبذ، والجمع الجهابذة» .
وذكر استينجاس في معجمه ٣٨١ أن فارسيته «كهبد» .
[٧] في الأصل: «ناجي» ، والوجه ما أثبت. والناجي، من النجاء، وهو السرعة.

<<  <   >  >>