للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا أحدب! والله لكأني أنظر إلى بيتك من مهيعة [١] بطنبه تيس مربوط، بفنائه أعنز غفر [٢] ، درّهن [٣] غبر! قال الأحدب: قد كان ذلك، فهل رأيتني يا معاوية قتلت مسلما أو غصبت مالا حراما؟ قال معاوية: أين أنت، فأراك لا تدبّ إلا في خمر [٤] ، وأيّ مسلم يعجز عنك حتّي تقتله؟ وأيّ مال تقوى عليه حتّى تغصبه؟ اجلس [لا] أجلسك الله! ثم قال: أستغفر الله منك يا أحدب!. ومن الحدب:

ذو الرّكبة العوجاء [٥]

الشّاعر العبد، وهو الذي يقول:

سخر الغواني أن رأين مويهنا ... كالذّئب أطلس شاحب منهوك [٦]

وقد ذكرنا قصّته (في كتاب الهجناء والصّرحاء) .


[١] مهيعة: الجحفة، وقيل قريب من الجحفة. والجحفة: ميقات أهل الشام.
[٢] عفر: جمع أعفر وعفراء، وهو الأبيض، أو الخالص البياض.
[٣] في الأصل: «عبر» ، تحريف. والغبر، بضم الغين: بقية اللبن في الضرع. ويقال فيه أيضا «غبر» كسكر بتشديد الباء. وفي العقد: «بفنائه أغنر عشر يحتلبن في مثل قوارة حافر العير» .
[٤] الخمر، بالتحريك: ما واراك من شجر وغيره. وهو كناية عن الخداع، يقال للرجل إذا ختل صاحبه: هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر. وانظر اللسان (خمر) ، والعقد ٤:
٢٢ س ٢. وفي الأصل هنا (حمر) بالمهملة، صوابه في العقد.
[٥] في الأصل: «العرجاء» صوابه مما سبق. والركبة لا توصف بالعرج.
[٦] سبق البيت محرفا في ص ٣٢٥.

<<  <   >  >>