للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعسر في الحرب ذي تدرء ... إذا الحرب ألقت لها كلكلا [١]

تهكّم فيها على قرنه ... ولم يرعنها له معدلا [٢]

فلست أبالي إذا ما قتل ... ت كبش الكتيبة أن أقتلا [٣]

ومن العسر: زهير بن عمرو بن معاوية الضّبابي [٤] ، كان أوّل من خرج على أبي الجون [٥] ولقيط وحاجب ابني زرارة، وعلى ذلك الجيش أجمع يوم شعب جبلة، وهو قابض بيمينه على ذنب فحل أعور، وقابض بيساره على السّيف صلتا وهو يقول:

أنا الغلام الأعسر ... والخير فيّ والشّرّ

والشّرّ فيّ أكثر [٦]

فقال: حاربنى أعسر، وذوناب أعور، ارجعوا يا بني أسد! فكان


[١] ذو تدرأ، أي ذو حفاظ وقوة على أعدائه ومدافعة، يكون ذلك في الحرب، ويكون في الخصومة أيضا.
[٢] تهكّم عليه: اشتدّ غضبه، ودارك الطعان، وتبختر بطرا.
[٣] كبش الكتيبة: قائدها وحاميها.
[٤] ذكره ابن حزم في الجمهرة ٢٨٧ وأنه قتل يوم جبلة. على أن القصة والرجز التالي ينسب إلى معاوية بن عبادة بن عقيل في النقائض ٦٦١، والأغاني ١٠: ٣٦. أما صاحب العقد ٥: ١٤٢ فيذكر أن الرجز لغلام أعسر، ولم يعين أسمه.
[٥] لعله «ابن الجون» فإن المذكور من فرسانهم في يوم شعب جبلة هو حسان بن عمرو بن الجون، ومعاوية بن شرحبيل بن أخضر بن الجون. جمهرة ابن حزم ٢٤٨، والنقائض ٦٥٦. وفي كامل ابن الأثير ١: ٥٨٣ أن معاوية بن الجون كان على رأس بني أسد وفزارة يوم شعب جبلة.
[٦] في الأغاني:
«والضر في أكثر» .

<<  <   >  >>