للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الثاني: المقال وتنوع الأساليب]

[الفصل الأول: المقال والأسلوب اللغوي]

[مدخل]

...

الباب الثاني: المقال وتنوع الاساليب

[الفصل الأول: المقال والأسلوب اللغوي]

نعني بالأسلوب اللغوي محتويات المقال من مادة الألفاظ التي تناول الكاتب بها موضوعه، وعرض من خلالها أفكاره، وحملها مشاعره، وكشفت عن أحاسيسه، وعبرت عن عواطفه. ولما كانت اللغة وسيلة من وسائل التعبير والتصوير، اختلف الكتاب والأدباء في استغلال طاقتها حسب ظروفهم وإمكاناتهم. ومن ثم تستطيع لغة الأديب أن تعبر عن الروافد الثقافية التي نهل منها، وتوضح موقفه من الأفكار والمعاني، وعنايته بالألفاظ من حيث السلامة اللغوية أو النحوية أو الاشتقاق.

وفي القرن الماضي اتجه بعض الكتاب إلى إيثار الألفاظ الغربية في كتاباتهم، وانصرفوا عن المألوف منها، ومالوا إلى كلمات من دفائن المعاجم وخبايا اللغة؛ ليكشفوا عن ثرواتهم اللغوية، ومحصولهم الوفير منها.

ومن أبرز كتاب هذا اللون أحمد فارس الشدياق، والشيخ إبراهيم اليازجي، ومحمد إبراهيم المويلحي، وغيرهم ممن عرفوا بتعدد الثقافات، وتنوع التجارب، والتعمق في قراءاتهم، والعناية بالأفكار والمعاني والألفاظ عناية تتسم بالسلامة والإتقان حينا، وإيثار الغريب والبعد عن المحسنات حينا آخر.

وسنحاول أن نتعرف على الآثار الأدبية والفكرية التي تشهد بريادة هؤلاء الأعلام في هذا المجال، لنتعرف على الإطار اللغوي في كتابات الأول، ومؤلفات الثاني، وكتاب عيسى بن هشام للثالث.

<<  <   >  >>