للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السابع: المقال والأسلوب السياسي]

[مدخل]

...

[الفصل السابع: المقال والأسلوب السياسي]

حال العصر:

اقترنت اليقظة في مصر بظهور جمال الدين الأفغاني ١٨٧١-١٨٧٩ الذي حرك الأحداث بدعوته إلى تحرير الشعوب، وفهم الدين الصحيح، وفتح باب الاجتهاد، وتنقية الإسلام من البدع والخرافات فاستيقظت المشاعر، ونما شعور بالرابطة الإسلامية بعد أن نضج الوعي وتفجر في ثورة عرابي التي وقفت في وجه الخديوي توفيق ١٨٧٩-١٨٩٢ تطالب بالدستور والقضاء على الفساد، لكن سرعان ما أخفقت الثورة، وعاد توفيق إلى الحكم في ظل احتلال نفى الزعماء، وكمم الأفواه وتجاوز معتمده اللورد كرومر حده خلال وجوده بمصر من ١٨٨٣-١٩٠٧.

يصور الكواكبي -في أم القرى- مؤتمرا بمكة لممثلي الأقطار الإسلامية، يبحثون سبل الإصلاح وعبر فيه عن أماني الأمة الإسلامية وأملها في وجود هذا المؤتمر. كما أوضح -في طبائع الاستبداد- أثر الاستبداد في فساد الأخلاق والدين، وأن الأغنياء دعائم المستبد، والفقراء يخافونهم، كما تخاف الطيور الصغيرة من النسر, ورأى أن التخلص منه يكون بالتوعية الفكرية وحب الحق والعدالة.

وجاء عباس حلمي ١٨٩٢-١٩١٤، وفي نفسه ألم من الإنجليز وأعوانهم، ولوم على تبذير جده إسماعيل، وضعف والده توفيق، وذل رجال الحاشية والحكومة من أمثال مصطفى فهمي ومصطى رياض ونوبار وبطرس غالي. فالتف الشباب حوله، وشجعته جموع الأمة بعد أن ساند

<<  <   >  >>