للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: أمين الرافعي ١٨٨٦- ١٩٢٧

كاتب مصري ذو سليقة صحفية بارعة، اشتغل بالصحافة عقب تخرجه من مدرسة الحقوق ١٩٠٧ بجريدة "اللواء" واستمر جهاده الوطني وعمله السياسي مستفيدًا من ثقافته القانونية في معارضة المشروعات التي تستغل الشعب وتبدد ثرواته مثل مد امتياز قناة السويس ١٩١٠ هاجم الفساد والمفسدين منذ أول مقال كتبه بعنوان "سياسة الاعتدال" وأعقبه بمقال ١٩١٠ خاطب الأجيال فيه فقال: "برهنوا للملأ أن الأمم الخليقة بالحرية في استطاعتها أن تتحمل الآلالم والأهوال والخطوب حتى تصل إلى استقلالها، واعلموا أن الأمم التي تريد الحياة كبيرة يجب أن تربيها المصائب وتهذبها النائبات".

ومن ثم اتجهت الأنظار إليه؛ لأنه نذير جهاد ورفيق كفاح في أمة وشعب يتمرد على الظلم ويضيق بالضيم. ولما سقطت "اللواء" أنشأ جريدة "الشعب" ١٩١٣. وحين أوقفها قانون الأحكام العرفية إبان الحرب العالمية الأولى، أعلن احتجاجه، وشهر قلمه في وجه الاحتلال دون خوف أو وجل، ولما قامت ثورة ١٩١٩ أصدر جريدة "الأخبار" تضمنت مقالاته السياسية، وحملت دعوته ١٩٢٥ لرجال السياسة وأعضاء البرلمان أن يعقدوا اجتماعهم ولا يعبئوا بموقف الحكومة المخالف للدستور، فاستجابوا له، فكان له دوي عظيم في الداخل والخارج، مما فرض على الحكومة والقصر إعادة الحياة النيابية.

أسلوب أمين الرافعي:

كان أمين الرافعي كاتبا صحفيا شهيرًا، كتب العديد من المقالات ناقش فيها الأحداث السياسية والاجتماعية بصراحة وجرآة وإخلاص. دعم أراءه فيها بالحجج الدامغة، والبراهين القاطعة، والوثائق المحققة، والإحصائيات الدقيقة، والبيانات الوافية وتميز أسلوبه فيها بسمات عامة. تجعله فريدًا في دنيا الصحافة السياسية، وأهم خصائصه ما يلي:

١- معظم مقالاته مصدرة بآية قرآنية، وختمت بأخرى.

٢- مقال على شرف الكلمة، ونزاهة الغرض، وسلامة القصد، وعفة اللسان، مما حبب فيه جموع السياسيين والصحافيين.

٣- كان نذير جهاد، وبعث ثورة، حرص خلاله على تعبئه المشاعر. وتأجيج العواطف حتى حقق ما أراد.

٤- حسن الترتيب، وجمال التنسيق، وسلامة العرض، وتسلسل الأفكار، مما يفضي بنتائج مقنعة.

<<  <   >  >>