للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: الخاطرة

[مدخل]

...

[أولا: الخاطرة]

هي لمحة ذهنية خاطفة لحادث عرض، تحمل مشاعر الكاتب ازاءه، وتخلو من الاسانيد، ولا تحتاج الى حجج على صدقها، ولا تتجاوز - غالبًا- عمودًا في الصحيفة. ويحتاج هذا اللون من الكتابة الصحفية إلى ذكاء الكاتب، وقوة ملاحظته، ويقظة وجدانه، ومجاراة الطابع الصحفي الذي يهتم بالأشياء القصيرة ذات الدلالة الكبيرة، ويؤثرها على الكتابة المطولة التي تتسم بالإسهاب والإفاضة.

عالج هذا اللون من الكتابة المرحوم أحمد أمين، فكتب أربع عشرة خاطرة، ونشرها بمجلة "الثقافة" تباعًا ١٩٥٢ تحت عنوان "مدرسة جديدة"١. ويعد -كذلك- المرحوم زكي مبارك صاحب خطرات، إذ كان يتحدث عن خاطرة، ثم يستطرد منها إلى أخرى، ثم يعود إلى ما كان بصدد الحديث عنه.

والخاطرة من الألوان النثرية التي نشأت في ظل الصحافة المعاصرة، وجاءت تحت عناوين ثابتة، لا تتغير من يوم لآخر على النحو الذي سنوضحه بعد. ومن كتاب هذا اللون في الصحف المصرية اليوم: أحمد الصاوي محمد وأنيس منصور، ومحمد زكي عبد القادر، وإبراهيم الورداني، ونعمان عاشور، ومختار الوكيل، ومحسن محمد، وعبد الرحمن فهمي، وصلاح منتصر، وعبد السلام داود، وإبراهيم سعدة، وعلي شحاته، وعبد العاطي حامد، ومحمد الطنطاوي، وعواطف عبد الجليل وغيرهم من رجال الصحافة المعاصرين. وسنحاول أن تقف على الخواطر التي تضمها صحفنا اليومية الشهيرة: الأهرام, الأخبار, الجمهورية.


١ راجع: فيض الخاطر جـ٩ ص٢٤٩-٢٧٦، الطبعة الأولى ١٩٥٥.

<<  <   >  >>