للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: تنوع المقال]

[مدخل]

...

إتقانه والتبرير فيه، واقتران الموهبة بالممارسة والتجربة، فتلتقي حينئذ في كاتب المقال الصفات العقلية بالمزايا الشخصية؛ لأنه -أي مقال- تعبيرا عن وجهة نظر خاصة"١.

تلك أهم تعاريف نقاد الغرب والعرب للمقال التي تحدد عناصره، وتوضح أفكاره، وتكشف عن سماته.

وفي الإمكان ان نستخلص

من التعاريف السابقة للمقال بأنه "نمط من التعبير الحر المصور لأحداث الحياة، وصور المجتمع، نتعرف به على ملامح كل جديد، وخصائص كل مبتكر، وسمات كل مستحدث من سياسة وأدب واجتماع ونقد وعلم في أقرب وقت، وبأقل جهد".

ومن ثم يكون المقال فنا نثريا، يقف بجانب القصة والأقصوصة والمسرحية والرسالة والخطية، ونظرا لأن الفنون الأدبية لا تنحصر في نطاق محدد، فقد أخذ المقال من السيرة والقصص رسم الشخصيات، ومن المسرحية الحوار، ومن القصيدة النفس الشعري.

العناصر التي يقوم المقال عليها:

يقوم المقال الفني على عناصر تكوِّن إطاره وهيكله العام وهي:

أولا: المادة:

هي المعارف والأفكار والآراء، وخلجات النفس والعواطف والوجدانيات، والتجارب المستفادة من البيئة أو النابعة من داخل النفس، والمعلومات المختلفة والحقائق المتعددة التي تزخر الحياة بها، وما خلقته الأجيال وسجله الجيل المعاصر في مختلف النواحي السياسية والعلمية والفلسفية.

يبعث هذا كله في نفس الأديب الانتباه، وينشأ عن طريق عقله وقلبه تيار متدفق من الصور الذهنية، التي تسترعي النفوس، وتلفت الأنظار.


١ راجع: دراسات في الأدب العربي الحديث ومذاهبه للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي.

<<  <   >  >>