للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- إضافة:

بل إنني -ومن خلال واقع نظري وتطبيقي فوق الصفحات نفسها- أذهب إلى أبعد من هذا الحد نفسه، لأقول: صحيح أن لغة المقال هي اللغة الصحيفة أولا، لو أن مستواه هو "المستوى الصحفي" والذي قلت إنه يجمع في أحوال كثيرة وصور عديدة، وأكثر من غيره من المستويات بين عدد من خصائص المستويين الآخرين "الأدبي والعلمي" يتناسب شدة أو ضعفا مع نوعية المقال, ذلك كله صحيح، ولكن من قال، ومن يستطيع أن يدلل، أو يؤكد، أن هذا "المستوى الصحفي" نفسه عبارة عن شكل واحد فقط؟ أو نمط واحد فقط؟

إن نظرة فاحصة ومدققة، نحو المادة المطبوعة والمنشورة في مجموعها، ومن أول سطر حتى آخر سطر، على صفحات جريدة أو مجلة، مثل هذه الخطوة وحتى إن لم تتسم بقدر كاف من الدقة والتمهل، لتضع أيدينا -كباحثين ودارسين ومثقفين وقراء, وليس شرطا أن نكون من علماء اللغة عامة، أو البلاغة والأدب خاصة- على ملاحظة هامة تكاد ترتفع إلى مستوى "الظاهرة الصحفية" أو "الحقيقة" نفسها, تلك هي التي تقول، صحيح أن هناك "لغة صحفية" أو "أسلوبا صحفيا" ولكن هذه اللغة نفسها وهذا الأسلوب ذاته ليس مجرد شكل واحد فقط، وليس بنمط واحد أيضا، بل إنه لا يكون على نفس الطريقة، أو الطابع أو الصورة، بالنسبة لجميع الفنون والأنماط التحريرية الصحفية، حتى وإن انتسبت كلها، إلى هذه اللغة الصحفية، أو الأسلوب الصحفي، كفرع في شجرة اللغة عامة.

وإنما يمكننا كذلك أن نلاحظ أن نفس "المستوى الصحفي" يشهد ويتكون من هذه الأشكال والأنماط أو الصور "الأسلوبية" أو المستويات الصحفية الفرعية" كلها.

- المستوى الصحفي "الإخباري" البحت: للأخبار الصغيرة والمتوسطة والكبيرة قبل غيرها من المواد أو الفنون الأخرى.

- المستوى الصحفي "التسجيلي": ويمكن أن يطلق عليه أيضا "التقريري" وذلك تختص به أساليب تحرير القصص والموضوعات والتقارير الإخبارية أولا وقبل غيرها من المواد أو الفنون الأخرى، ويليها في ذلك بعض أنواع "الأحاديث الصحفية".

<<  <   >  >>