للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: هل العالم الإسلامي في حاجة إلى العلمانية؟ وأسباب ذلك؟]

مما لا يصح أن يختلف فيه اثنان أن العالم الإسلامي ليس بحاجة إلى العلمانية بجميع صورها وأشكالها، وذلك لأمور كثيرة، من أهمها:

١- كمال الدين الإسلامي: وقد شهد بذلك أصدق القائلين ورب العالمين، عالم الغيب والشهادة، فقد قال في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ١. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلّا هالك" ٢.

فالإسلام دين كامل ونعمة تامَّة, رضيه الله لأمَّة محمد -صلى الله عليه وسلم, وقد اتضح بما لا شك فيه حتى عند أعداء الإسلام أن هذا الدين هو الدين الصحيح, والمنهج السليم لسعادة وتحقيق آمالهم في الحياة السعيدة والأمن والأمان، قال الفيلسوف "برناردشو": "إني أعتقد أن رجلًا كمحمد لو تسلَّم زمام الحكم المطلق في العالم أجمع لتمَّ له النجاح في حكمه, ولقاده إلى الخير, ولحل مشاكله على وجه يكفل للعالم السلام والسعادة المنشودة"٣.


١ سورة المائدة، الآية: ٣.
٢ المستدرك على الصحيحين, الجزء الأول, ص١٧٥.
٣ انظر: "الإسلام في نظر منصفي الشرق والغرب", ص١٣١.

<<  <   >  >>