للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- التطور:

هذه الكلمة تتردد على ألسنة كثير من الناس؛ بعضهم يدرك المدلول والمغزى الأساسي لها, وبعضهم يعرفها بصورة مجملة ويرددها على هذا المفهوم، وهي في ظاهرها كلمة جميلة توحي بالتجديد والنشاط والحيوية المطلوبة, إلّا أنه ينبغي أن ندرك أن كثيرًا من أصحاب الأفكار الهدَّامة قد استغلوها استغلالًا فاحشًا, وبنوا عليها آراءهم التي يهدفون من ورائها إلى تغيير المفاهيم السليمة والمعتقدات المستقيمة والحياة الاقتصادية تغييرًا جذريًّا يتفق مع ما بيَّتوه لقلب الحياة الاجتماعية، وسيتضح ذلك من خلال دراستنا لهذه المادة, وحسبنا هنا أن نذكر مفهوم التطور بصورة موجزة, وهل التطور الذي يريده الشيوعيون هو تطور حقيقي أم خرافات وهمية تخيلوها لتأييد ما يهدفون إليه من إلحاد؟ والتطوّر بحد ذاته يراد به كما عرَّفه بعضهم بقوله هو: "الانتقال من مرحلة إلى مرحلة, والتغيير من حالٍ إلى حال"١.

والواقع أنه إمَّا أن يكون التطور في خلق الإنسان وتركيبه، وإمَّا أن يكون في أصل نشأة الكون وما فيه.

١- فأمَّا التطور بالمفهوم الأول: فهو حق، وهو ما جاء ذكره في كتاب الله تعالى في بيانه لخلق الإنسان والمراحل التي يمر بها في قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} ٢، أي: أوجدكم طورًا بعد


١ التطور والدين ص١٣.
٢ سورة نوح، الآية: ١٤.

<<  <   >  >>