للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- فعن معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يذكر أن أبا مجلز حدث أن خديجة قالت لأختها: انطلقي إلى محمد فاذكريني له١، وأنهما تواطآ أن يتزوجها محمد صلى الله عليه وسلم.

- وأرسلت مرة أخرى ابنة خالتها نفيسة بنت منية لتوجه محمدا نحو الزواج من خديجة، وتزيل من أمامه العقبات التي تمنعه من الزواج منها ومن غيرها..

تقول نفيسة: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة، جلدة، شريفة، مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير، وهي يومئذ من أوسط قريش نسبا، وأعظمهم شرفا، وأكثرهم مالا، وكل قومها كان حريصا على نكاحها، لو قدر على ذلك، قد طلبوها، وبذلوا لها الأموال، فأرسلتني دسيسة إلى محمد، بعد أن رجع في عيرها من الشام.

فقلت: يا محمد، ما يمنعك أن تتزوج؟

فقال: "ما بيدي ما أتزوج به".

قلت له: فإن كفيت ذلك، ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة، ألا تجيب؟

قال: "فمن هي؟ ".

قلت: خديجة.

قال: "وكيف لي بذلك؟ ".

قلت: عليَّ.

قال: "فأنا أفعل" ٢.

- يروي النبي موقفا له مع ميسرة، يقول صلى الله عليه وسلم: "قلت لصاحبي:


١ الطبقات الكبرى ج١ ص١٣٢.
٢ الطبقات الكبرى ج١ ص١٣١.

<<  <   >  >>