للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه، وذلك قبيل الإسلام بشهر أو شهرين، يقول: يا ذريح أمر نجيح، رجل يصيح، يقول: لا إله إلا الله١.

- ويقول الكاهن "سطيح" لربيعة بن نصر ملك اليمن لما سأله عن تأويل رؤياه، قال له الكاهن: رأيت حممة، خرجت من ظلمة، فوقعت أرض تهمة.. فأكلت منها كل ذات جمجمة، فقال الملك: ما أخطأت منها شيئا يا سطيح، فما عندك في تأويلها؟

قال: أحلف ما بين الحرتين من حنش.. لتهبطن أرضكم الحبش، فليملكن ما بين أبين إلى جرش.

فقال الملك: وأبيك يا سطيح، إن هذا لنا لغائظ موجع، فمتى هو كائن؟ أفي زماني أم بعده؟

قال: لا، بل بعده بحين، أكثر من ستين أو سبعين، يمضين من السنين!

قال: أيدوم ذلك في ملكهم أم ينقطع؟

قال: لا، بل ينقطع لبضع وسبع من السنين، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين.

قال: ومن يلي ذلك من أمر قتلهم وإخراجهم؟

قال: يليه إرم ذو يزن، يخرج عليهم من عدن، فلا يترك منهم أحدا باليمن!

قال: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟!

قال: بل ينقطع.

قال: من يقطعه؟

قال: نبي زكي، يأتيه الوحي من قبل العلي!

قال: وممن هذا النبي؟

قال: رجل من ولد غالب من فهر بن مالك بن النضر، يكون الملك في قومه إلى آخر


١ السيرة النبوية لابن هشام ج١ ص٢١٠.

<<  <   >  >>