للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: كفؤ كريم، ماذا تقول صاحبتك؟

قالت: تحب ذلك.

قال: ادعيها إلي، فدعتها، قال: اي بنية، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفؤ كريم، أتحبين أن أزوجك به؟

قالت: نعم.

قال: ادعيه لي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه١.

وقد شكت سودة ظروفها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاولت أن تعتذر عن الزواج به، فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يمنعك مني؟ ".

قالت: والله يا نبي الله ما يمنعني منك ألا تكون أحب البرية إلي، ولكني أكرمك أن يمنعوا هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية.

قال: "فهل منعك مني غير ذلك؟ ".

قالت: لا والله، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحمك الله، إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالحو نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل بذات يده" ٢.

وهي التي وهبت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة، وذلك حينما كبرت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين: يومها، ويوم سودة٣.

ونفهم من رواية الصحيحين أنها كانت امرأة -مع كبر سنها فيما بعد- كبيرة الجسم حتى أنها لتعرف وتميز بين النساء إذا مشت، حتى قال عمر ذات يوم وقد خرجت سودة ليلا: إنك والله يا سودة ما تخفين علينا٤.

وتصفها بعض الروايات بأنها كانت ثقيلة، ثبطة، بطيئة الحركة؛ ولهذا استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة جمع "مزدلفة" في الدفع قبل حطمة الناس فأذن لها٥.


١ البداية والنهاية ج٣ ص١٣١.
٢ البداية والنهاية ج٣ ص١٣٣.
٣ صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب كثرة النساء ج٨ ص١٢٧.
٤ صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب خروج النساء لحوائجهن ج٨ ص٢٠١.
٥ صحيح البخاري - كتاب الحج - باب من قدم من ضعفة أهله ج٣ ص١٦٦.

<<  <   >  >>