للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النصر الرابع: أضواء وسط ظلام القبائل]

ظلت القبائل على كفرها، وردوا على رسول الله حين عرض نفسه عليهم ردودا مختلفة، وكان لموقف القبائل أثر مؤلم على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويأبَى الله إلا أن يكرم محمدا صلى الله عليه وسلم ببعض الخير، فتشرق عليه أضواء من بين هذه القبائل، وذلك بإسلام أفراد منهم، ودخولهم في دين الله تعالى، وعلى رأس هؤلاء المسلمين:

١- سويد بن الصامت رضي الله عنه:

وهو رجل من بني عرف بن مالك الأوسي، جاء إلى مكة حاجا أو معتمرا، فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به، فدعاه إلى الله، وإلى الإسلام.

فقال له سويد: فلعل الذي معك هو الذي معي.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما الذي معك؟ ".

قال: معي مجلة لقمان؛ يعني: حكمة لقمان.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعرضها عليَّ".

فعرضها عليه، فقال له صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الكلام حسن، والذي معه أفضل من هذا، قرآن أنزله الله تعالى علي، هو هدى ونور"، فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد منه، وقال: إن هذا لقول حسن وأسلم، ثم انصرف عنه١.

٢- إياس بن معاذ رضي الله عنه:

إياس بن معاذ من بني عبد الأشهل وهم من الأوس، جاء وهو صغير مع قومه يلتمسون الحلف مع قريش؛ لينتصروا بهم على الخزرج، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم، وجلس معهم وقال لهم: "هل لكم في خير مما جئتم له؟ ".


١ سيرة النبي لابن هشام ج١ ص٤٢٧.

<<  <   >  >>