للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملَك لا يعودون إليه.

ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال.

فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها.

فأوحى الله إليَّ ما أوحى ففرض عليَّ خمسين

صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى عليه السلام، فقال: ما فرض ربك على أمتك؟

قلت: خمسين صلاة.

قال موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخيرتهم.

فرجعت إلى ربي، فقلت: يا رب خفف على أمتي، فحط عن خمسا.

فرجعت إلى موسى، فقلت: حط عني خمسا.

قال موسى عليه السلام: إن أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف".

يقول صلى الله عليه وسلم: "فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى صلى الله عليه وسلم حتى قال الله تعالى: يا محمد، إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا، فإن عملها كتبت سيئة واحدة.

فنزلت حتى انتهيت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف".

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه" ١.


١ صحيح مسلم بشرح النووي - باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ج٢ ص٢١٠-٢١٥، يقول القاضي عياض عن هذا الحديث: لم يأتِ أحد بأصوب من هذا الحديث "الشفا ج١ ص١٧٩".

<<  <   >  >>